202

Ar-Raheeq Al-Makhtum

الرحيق المختوم

Daabacaha

دار الهلال

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Goobta Daabacaadda

بيروت (نفس طبعة وترقيم دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع)

Noocyada

البشرى، أرسل عبد الله بن رواحة بشيرا إلى أهل العالية، وأرسل زيد بن حارثة بشيرا إلى أهل السافلة. وكان اليهود والمنافقون قد أرجفوا في المدينة بإشاعة الدعايات الكاذبة، حتى أنهم أشاعوا خبر مقتل النبي ﷺ، ولما رأى أحد المنافقين زيد بن حارثة راكبا القصواء- ناقة رسول الله ﷺ قال: لقد قتل محمد، وهذه ناقته نعرفها، وهذا زيد لا يدري ما يقول من الرعب، وجاء فلّا «١» . فلما بلغ الرسولان أحاط بهما المسلمون، وأخذوا يسمعون منهما الخبر، حتى تأكد لديهم فتح المسلمين، فعمت البهجة والسرور، واهتزت أرجاء المدينة تهليلا وتكبيرا، وتقدم رؤوس المسلمين- الذين كانوا بالمدينة- إلى طريق بدر، ليهنئوا رسول الله ﷺ بهذا الفتح المبين. قال أسامة بن زيد: أتانا الخبر حين سوينا التراب على رقية بنت رسول الله ﷺ التي كانت عند عثمان بن عفان، كان رسول الله ﷺ خلفني عليها مع عثمان. الجيش النبوي يتحرك نحو المدينة: أقام رسول الله ﷺ ببدر بعد انتهاء المعركة ثلاثة أيام، وقبل رحيله من مكان المعركة وقع خلاف بين الجيش حول الغنائم، ولما اشتد هذا الخلاف أمر رسول الله ﷺ بأن يرد الجميع ما بأيديهم، ففعلوا، ثم نزل الوحي بحل هذه المشكلة. عن عبادة بن الصامت قال: خرجنا مع النبي ﷺ، فشهدت معه بدرا فالتقى الناس، فهزم الله العدو، فانطلقت طائفة في آثارهم يطاردون ويقتلون، وأكبت طائفة على المغنم يحرزونه ويجمعونه، وأحدقت طائفة برسول الله ﷺ لا يصيب العدو منه غرة، حتى إذا كان الليل، وفاء الناس بعضهم إلى بعض قال الذين جمعوا الغنائم: نحن حويناها، وليس لأحد فيها نصيب وقال الذين خرجوا في طلب العدو: لستم أحق بها منا، نحن نحينا منها العدو وهزمناه، وقال الذين أحدقوا برسول الله ﷺ: خفنا أن يصيب العدو منه غرة فاشتغلنا به، فأنزل الله: يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ، قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ، فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ، وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [الأنفال: ١] فقسمها رسول الله ﷺ بين المسلمين «٢» .

(١) فلا: منهزما. (٢) أخرجه أحمد ٥/ ٣٢٣، ٣٢٤، والحاكم ٢/ ٣٢٦.

1 / 206