إنه لم يخرج في هذا اليوم إلى بيت منيرة، ولا في اليوم الذي تلاه ... لم يذهب إلى هذا البيت قط بعد ذلك اليوم. ظلت صورة منيرة تتضاءل في ناظريه ويعلوها الغبار ... حتى استقرت في زوايا الذكريات الأليمة. •••
إنك تعرف - بلا شك - نهاية قصة ديماس الخالدة؛ حيث مات البطلان وعاش الحب، عاش إلى اليوم. •••
حيث انتهى الأبطال، بدأ سعيد هواه؛ هواه العظيم. كل الفرق أن هواه قد مات وعاش البطلان - هو ومنيرة - في زوايا الذكريات.
المغفل الثالث
كل شيء عنها كان يعرفه ...
يعرف أنها قادت واحدا من الأثرياء إلى هاوية الإفلاس في عام واحد، ثم ودعته على عتبة الفاقة. وآبت بواحد من أصدقائه كان في مثل ثرائه، فأسلمته بعد شهر إلى المأذون ليعقد له عليها في ورقة، ويطلق زوجته وأم أولاده الثلاثة في ورقة أخرى.
وكان يسمع بأذنيه ما يقوله الناس حين يرونها مع صيد جديد، ومع ذلك فقد تعرف إليها وواعدها على اللقاء، وذهب إلى أصدقائه يزف إليهم النبأ في زهو وفخار قائلا: أتعرفون مع من سأتعشى اليوم؟ سأتعشى أنا و... وضاعت حروف اسمها في صيحات الدهشة التي بدرت من الجميع.
وقال واحد من أصدقائه: انت اتجننت؟!
وأجاب في ثقة: لم أكن في حياتي أعقل مني اليوم.
ولم تثر غيظه الضحكات العالية التي انطلقت من أفواههم، وظل صامتا يسمع تعليقاتهم الساخرة: رحمة الله على رصيدك في البنك! - بالتأكيد ربنا عاوز يخرب بيتك ...
Bog aan la aqoon