Anwaarul Nabiga
أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها
Noocyada
فقال له الشيخ : الدنانير التي سلمتها ناقصة. قال: يا سيدي، ما هي ناقصة إلا شيئا يسيرا. فقال له الشيخ: ونحن أيضا ما نقصناك إلا شيئا يسيرا، فإن أحببت أن نوفي لك فأوفي لنا. قال: نعم يا سيدي، ثم ذهب وعاد إليه بتوفية ذلك النقصان.
فقال له الشيخ: اذهب فقد أوفينا لك كما أوفيت، فرجع إلى منزله، فوجد الولد غلاما بقدرة الله تعالى وإكرامه للأولياء.
ومن ذلك ما روي مسندا في كتاب «مناقب الشيخ عبد القادر الكيلاني» أنه خرج يوما لصلاة الجمعة، فمر به في الطريق ثلاثة أحمال خمرا للسلطان قد فاحت رائحتها واشتدت، ومعها صاحب الشرطة وأعوان الديوان، فقال لهم الشيخ: قفوا. فلم يفعلوا، وأسرعوا في سوق الدواب.
فقال الشيخ للدواب: قفي. فوقفت مكانها كأنها جمادات، فضربوها ضربا عنيفا فلم تتحرك من مواضعها، وأخذهم كلهم القولنج، وجعلوا يتقلبون على الأرض يمينا وشمالا من شدة المهم، وضجوا بالشيخ، وأعلنوا بالتوبة والاستغفار، فزال عنهم المهم، وانقلبت رائحة الخمر برائحة الخل، ففتحوا الأواني فإذا هي خل ومشت، فعلت أصوات الناس بالضجيج، وذهب الشيخ إلى الجامع، وانتهى الخبر إلى السلطان، فبكى رعبا، وارتدع من فعل كثير من المحرمات، وجاء إلى الشيخ زائرا، وكان بعد ذلك يجلس بين يديه متواضعا متصاغرا.
وعن بعضهم قال: بينما أنا أسير في فلاة من الأرض إذ برجل يدور حول شجرة شوك، ويأكل منها رطبا، فسلمت عليه، فقال: وعليك السلام تقدم وكل.
فتقدمت للشجرة، فكلما أخذت منها رطبا عاد شوكا فتبسم الرجل، وقال: هيهات لو أطعته في الخلوات أطعمك الرطب في الفلوات.
النوع الخامس: علمهم ببعض الحوادث قبل وجودها، والاطلاع على ضمائر الخلق:
وأما قول ربنا سبحانه وتعالى: عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا
Bogga 191