123

Anwaarul Nabiga

أنوار النبي(ص) أسرارها و أنواعها

Noocyada

روى القشيري (رحمه الله تعالى) في رسالته عن بعضهم قال: كنا في مركب فمات رجل عليل كان معنا، فأخذنا في جهازه، وأردنا أن نلقيه في البحر، وسار البحر جافا، ونزلت السفينة فخرجنا، وحفرنا له قبرا، ودفناه، فلما استوى الماء وارتفع المركب سرنا.

النوع الرابع: انقلاب الأعيان:

اعلم أن هذا النوع مما كثر وقوعه لهم واشتهر عنهم، كانقلاب الحصى جواهر وذهبا لكثير منهم، وانقلاب ماء البحر عذبا، ولبعضهم سمنا، ولبعضهم مع الرمل سويقا وسكرا، ولبعضهم الحطب ذهبا، وغير ذلك مما يتعذر حصره، وهذه الأشياء مشهورة مذكورة في الكتب المشتملة على بعض كرامات الأولياء كالرسالة وغيرها، وأعجب من ذلك انقلاب الخمر سمنا، كما روي عن الشيخ عيسى المعروف بالهتار اليمني: أنه مر على امرأة بغي، فقال لها: بعد العشاء آتيك، ففرحت بذلك، وتزينت، فلما كان بعد العشاء دخل عليها البيت فصلى ركعتين ثم خرج.

فقالت: أراك خرجت. فقال: المقصود حصل، فورد عليها واردا أزعجها عما كانت عليه، وخرجت بعد الشيخ وتابت على يديه، فزوجها من بعض الفقراء.

وقال: اعملوا الوليمة عصيدة، ولا تشتروا لها أداما، ففعلوا ذلك، وأحضروه، وحضر الفقراء والشيخ معهم كالمنتظر لشيء يؤتى به، فوصل الخبر إلى أمير تلك البلدة، فأخرج قارورتين مملوءتين خمرا، وأرسل بهما إلى الشيخ، وأراد أن يستهزئ بالفقراء ويفضحهم، وقال للرسول: قل للشيخ: قد سرني ما سمعت، وبلغني أنه ما عندكم أدام فخذوا هذا فادموا به، فلما أقبل الرسول قال له الشيخ: أبطأت، ثم تناول إحداهما فخاضها، ثم صبها، ثم كذلك الأخرى، ثم قال للرسول: اجلس فكل، فأكل فطعم سمنا لم ير مثله طعما، وريحا، ولونا، ورجع وأخبر الأمير بذلك، فجاء الأمير فأكل، وتحير مما رأى، فتاب أيضا على يد الشيخ، والحمد لله الذي جعل هؤلاء السادة سببا للسعادة.

وأعظم من ذلك ما رواه اليافعي في نشر المحاسن عن جماعة من الصالحين.

روي عن بعض الأولياء أنه طلب بعض الناس يدعو له إلى الله تعالى أن يرزقه ولدا ذكرا، فقال له: إن أحببت ذلك فسلم للفقراء مائة دينار. فسلم إليه ذلك، ثم جاءه بعد ذلك بمدة، وقال له: يا سيدي، وعدتني بولد ذكر وما وضعت امرأتي إلا أنثى.

Bogga 190