187

Anis Fudala

أنيس الفضلاء من سير أعلام النبلاء

* وعنها رضي الله عنها قالت: لما تزوج النبي ^ أم سلمة حزنت حزنا شديدا، لما ذكروا لنا من جمالها، فتلطفت حتى رأيتها، فرأيتها والله أضعاف ما وصفت لي في الحسن، فذكرت ذلك لحفصة - وكانتا يدا واحدة - فقالت: لا والله، إن هذه إلا الغيرة، ما هي كما تقولين، وإنها لجميلة. فرأيتها بعد، فكانت كما قالت حفصة، ولكني كنت غيرى (2/209).

* وعنها رضي الله عنها أن النبي ^ كان إذا خرج أقرع بين نسائه ، فطارت القرعة لعائشة وحفصة ، وكان إذا كان بالليل ، سار مع عائشة يتحدث ، فقالت حفصة : ألا تركبين الليلة بعيري ، وأركب بعيرك تنظرين وأنظر ؟ فقلت : بلى ، فركبت ، فجاء النبي ^ إلى جمل عائشة، وعليه حفصة ، فسلم عليها ، ثم سار حتى نزلوا ، وافتقدته عائشة . فلما نزلوا جعلت رجليها بين الإذخر وتقول : يا رب ، سلط علي عقربا أو حية تلدغني، رسولك ، ولا أستطيع أن أقول له شيئا(1) (2/176).

فضل عائشة على الصحابة في العلم:

قال ابن شهاب الزهري : لو جمع علم عائشة إلى علم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل (2/185) .

وقال أبو موسى - رضي الله عنه - : ما أشكل علينا أصحاب محمد ^ حديث قط فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علما (2/179) .

وسئل مسروق : هل كانت عائشة تحسن الفرائض ؟ قال: والله، لقد رأيت أصحاب محمد ^ الأكابر يسألونها عن الفرائض (2/182).

وكان عروة بن الزبير يقول لعائشة : يا أمتاه لله لا أعجب من فقهك ، أقول زوجة نبي الله ، وابنة أبي بكر . ولا أعجب من علمك بالشعر وأيام الناس ، أقول ابنة أبي بكر ، وكان أعلم الناس . ولكن أعجب من علمك بالطب كيف هو ؟ ومن أين هو ؟ أو ما هو ؟

Bogga 187