Anis Fudala
أنيس الفضلاء من سير أعلام النبلاء
Noocyada
افتتح عبد الله بن عامر إصطخر عنوة فقتل وسبى، وكان على مقدمة عبيد الله بن معمر التيمي، فقتل وهو شاب، فأقسم ابن عامر لئن ظفر بالبلد ليقتلن حتى يسيل الدم من باب المدينة، وكان بها يزدجرد بن شهريار بن كسرى، فخرج في مائة ألف وسار فنزل مرو، وخلف على إصطخر أميرا من أمرائه في جيش يحفظونها. فنقب المسلمون المدينة، فما دروا إلا والمسلمون معهم في المدينة، فأسرف ابن عامر في قتلهم، وجعل الدم لا يجري من الباب، فقيل له: أفنيت الخلق، فأمر بالماء فصب على الدم حتى خرج من الباب، ورجع إلى حلوان فافتتحها ثانيا، فأكثر فيه القتل لكونهم نقضوا الصلح.(1)
من أخبار الأكاسرة:
كان لكسرى وقيصر ومن قبلهما من الملوك في دولتهم دهر طويل، فأما الأكاسرة والفرس - وهم المجوس - فملكوا العراق والعجم نحوا من خمسمائة سنة. فأول ملوكهم دارا، وطال عمره، فيقال إنه بقي في الملك مائتي سنة. وعدة ملوكهم خمسة وعشرون نفسا، منهم امرأتان، وكان آخر القوم يزدجرد الذي هلك في زمان عثمان.
وممن ملك منهم ذو الأكتاف سابور، عقد له بالأمر وهو في بطن أمه، لأن أباه مات وهو حمل، فقال الكهان: هذا يملك الأرض، فوضع التاج على بطن الأم، وكتب منه إلى الآفاق وهو بعد جنين. وهذا شيء لم يسمع بمثله قط.
ومن متأخري ملوكهم أنو شروان، وكان حازما عاقلا، كان له اثنا عشر ألف امرأة وسرية، وخمسون ألف دابة، وألف فيل إلا واحدا، وولد نبينا ^ في زمانه، ثم مات أنو شروان وقت موت عبد المطلب، ولما استولى الصحابة على الإيوان أحرقوا ستره، فطلع منه ألف ألف مثقال ذهبا.(2)
فتح إفريقية:
Bogga 134