Anis Fudala
أنيس الفضلاء من سير أعلام النبلاء
Noocyada
* وقال الأوزاعي : لما فرغ عبد الله بن علي - يعني عم السفاح - من قتل بني أمية بعث إلي ، وكان قتل يومئذ نيفا وسبعين منهم بالكافركوبات(1)، فدخلت عليه فقال : ما تقول في دماء بني أمية ؟ فحدت . فقال : قد علمت من حيث حدت فأجب . - قال : وما لقيت مفوها مثله - فقلت : كان لهم عليك عهد . قال : فاجعلني وإياهم ولا عهد ، ما تقول في دمائهم ؟ قلت : حرام ، لقول رسول الله ^ :"لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث.." الحديث(2) . فقال : ولم ويلك ؟! أليست الخلافة وصية من رسول الله ^ قاتل عليها علي بصفين ؟ قلت : لو كانت وصية ما رضي بالحكمين . فنكس رأسه ، ونكست ، فأطلت . ثم قلت : البول . فأشار بيده : اذهب ، فقمت ، فجعلت لا أخطو خطوة إلا قلت : إن رأسي يقع عندها (7/123-124).
علق الذهبي على هذا بقوله: قد كان عبد الله بن علي ملكا جبارا، سفاكا للدماء، صعب المراس، ومع هذا فالإمام الأوزاعي يصدعه بمر الحق كما ترى، لا كخلق من علماء السوء الذين يحسنون للأمراء ما يقتحمون به من الظلم والعسف، ويقلبون لهم الباطل حقا - قاتلهم الله - أو يسكتون مع القدرة على بيان الحق (7/125) .
Bogga 130