Aniga Ayaa Dadka Ah
أنا الشعب
Noocyada
فقالت: عبد الحميد أفندي هنا.
فقلت: سأحضر حالا.
وقمت مسرعا لأغسل وجهي أولا، وتعمدت أن أبدل قميصي، وأمشط شعري حتى أبدو نشيطا وذهبت إلى غرفة الجلوس، فأخذني عبد الحميد بين ذراعيه وكان قلبي يفيض بشكره، ولكني لم أقل له سوى كلمة عتاب: أهكذا تحملني جميل السيد أحمد جلال؟
فقال في جد: لم يكن أمامي إلا أن ألجأ إليه هو، أدركت من أول الأمر أنه هو الذي حرك عليك البوليس، وأنه هو الذي يقدر على صرف البوليس عنك.
وشعرت بكلمته تلذعني، ولكني لم أجب بل أخذت أقول في نفسي ساخرا: «أنا الشعب!»
وأخرج عبد الحميد من جيبه بعض أوراق، ثم مد إلي يده بظرف أنيق قرأت عليه اسم «بريد الأحرار»، فأخذته منه في فتور قائلا: ما هذا؟
فقال: هذا خطاب جاء إلي الآن من صديقي علي مختار، فاقرأه وقل لي رأيك.
وأخذت أقرأ الخطاب وعيناي تقفزان فوق الأسطر حتى بلغت آخره ووجدته يستحق أن يقرأ في عناية، فأعدت قراءته مرة أخرى ولا شك أن وجهي كان ينطق بما في نفسي من الاهتمام، محرر في بريد الأحرار؟ وعشرون جنيها في الشهر دفعة واحدة سوى أجر القصص التي أكتبها؟ خمسة جنيهات للقصة الواحدة؟
وأعدت الخطاب إلى صاحبي وأنا صامت وذهني مشتعل، وماذا بقي لي في دمنهور؟ أأبقى هناك لأحضر حفلة خطبة منى؟ يا للسخرية! ولكني تذكرت المعركة التي دخلت من أجلها الحجرة السوداء، وقلت لصاحبي في دفعه: لن أستسلم هكذا.
فقال: لست أفهم.
Bog aan la aqoon