قَالَ: الدليل عل ذلك ثبات الياء، لأنه لو كان أصلا لزمه الاعتلال، لأنه لا محالة من الكون، فكان يجب أن يقال كونونة، إن كان أصلها فعلولة بإسكان العين، وإن كان أصلها فعلولة بتحريك العين فواجب أن يقال كانونة.
فقال له الرجل: فما تقول فِي امرأة سميت أريس، ثم خففت الهمزة، كيف تصغرها؟ قَالَ: أريس ولا أزيد الهاء.
فقال له: ولم وقد صار ثلاثة أحرف، ألست تقول فِي تصغير هند هنيدة، وعين عيينة، فقال الزجاج: هذا مخالف لذلك، فغني لو خففت الهمزة فإنها مقدرة فِي الأصل، والتخفيف بعد التحقيق.
قَالَ: فلم لا تلحقه بتصغير سماء إذا قلت سمية، أليس الأصل مقدرا؟ فقال: هذا لا يشبه تصغير سماء، لأن التخفيف فِي أرؤس عارض، والتحقيق فيه جائز، وأنت فِي تحقير سماء تكره الجمع بين ثلاث ياءات، وأنت لا تكره التحقيق فِي أرؤس، فلو حققته صار على أربعة أحرف وهو الأصل، وسماء الحذف لها لازم، فصار كأنه على ثلاثة أحرف، فلحقتها الهاء فِي التصغير.
قَالَ أَبُو القاسم الزجاجي: ونظير كينونة فِي الوزن القيدودة، وهو الطول، والهيعوعة، وهو مصدر هاع، إذا جبن هيعوعة، الطيرورة من الطيران، كل هذا أصله عند البصريين فيعلولة، ثم لحقته ما ذكرته لك، وكان فِي