334

وما روي أيضا بعد أن طعنه أبو لؤلؤة وجعل يتألم فقال له ابن عباس: يا أمير المؤمنين ولا كان ذلك، لقد صحبت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأحسنت صحبته، ثم فارقت وهو عنك راض، ثم صحبت أبا بكر فأحسنت صحبته، ثم فارقت وهو عنك راض، ثم صحبت صحبتهم ولئن فارقتهم لتفارقنهم وهم عنك راضون قال: أما ما ذكرت من صحبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ورضاه فإنما ذلك من من الله به علي، [وأما ما ذكرت من صحبتي أبا بكر ورصانة علي، فإنما ذلك من من الله من به علي] (1)، وأما ما ترى من جزعي: فهو من أجلك ومن أجل أصحابك، والله لو أن لي طلاع الأرض ذهبا لأفتديت به من عذاب الله قبل أن أراه. رواه رزين بن معاوية في جامعه، وهو من المخالفين لنا في الإمامة، ففي هذا دليل على أن الجزع من جهة اغتصاب الإمامة، لأن الحق الذي لابن عباس وقبيله هو الإمامة التي حاجوه وصاحبه فيها، ولا نعلم غيرها من الحقوق، خشي عمر من جهته(2) عذاب الله، وهذا يكون حال المتعمد للمعصية.

وما رواه ابن أبي الحديد عن ابن عباس رحمه الله قال: دخلت على عمر في اول خلافته وقد ألقي له صاع تمر على خصفة، فدعاني إلى الأكل فأكلت تمرة واحدة، وأقبل يأكل حتى أتى عليه، ثم شرب من جر كان عنده، واستلقى على مرفقة له، وطفق يحمد الله ثم قال: من أين جئت يا عبد الله؟.

قلت: من المسجد.

قال: كيف خلفت ابن عمك؟. (فظننته يعني عبد الله بن جعفر).

قلت: خلفته يلعب مع أترابه.

قال: لم أعن ذاك(3)!! إنما عنيت عظيمكم أهل البيت.

قلت: خلفته يميح(4) بالغرب على نخلات له، وهو يقرأ القرآن.

قال: يا عبدالله عليك دماء البدن إن كتمتنيها أبقي في نفسه شي من أمر الخلافة؟.

قلت: نعم.

قال: أزعم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جعلها له.

قلت: نعم وأزيدك، سألت أبي عما يدعيه فقال: صدق.

Bogga 341