281

قال: ثم أذن ثم أقام فصلى الظهر، ثم أقام فصلى العصر، ولم يصل بينهما شيئا، ثم ركب حتى أتى الموقف فجعل بطن ناقته القصوى إلى الصخرات (1)، وجعل حبل المشاة بين يديه، فوقف مستقبل القبلة وكان يوم الجمعة وكان واقفا إذ نزل عليه: {اليوم أكملت لكم دينكم}[المائدة:3] الآية، قال جابر: فلم يزل واقفا حتى غربت الشمس، وأردف أسامة خلفه، ودفع وقد شنق للقصوى الزمام حتى أن رأسها ليصيب مورك الرحل، ويقول بيده [اليمنى] (2): ((أيها الناس، السكينة السكينة)) حتى أتى المزدلفة فصلى بها المغرب والعشاء بأذان وإقامتين ولم يسبح بينهما شيئا، ثم اضطجع حتى طلع الفجر، فصلى الفجر حتى تبين له الصبح وركب القصوى، حتى أتى المشعر الحرام فاستقبل القبلة ودعا الله وكبره، وهلله ووحده، فلم يزل واقفا حتى أسفر جدا فدفع قبل أن تطلع الشمس، وأردف الفضل بن عباس وكان رجلا حسن الشعر أبيض وسيما، الخبر، حتى أتى وادي محسر فحرك قليلا.

قال: عن الطبري، وابن خليل، سمي محسر؛ لأن فيل أصحاب الفيل حسر فيه.

قال: وأهل (مكة) يسمونه وادي النار، زعموا أن رجلا اصطاد فيه غزالة فنزلت نار فأحرقته، والله أعلم.

Bogga 284