Ali Mudia
الجزء الأول
Noocyada
قال: وقدم علي من (اليمن) ببدن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فوجد فاطمة ممن حل فأنكر ذلك عليها، فقالت: أبي أمرني بهذا، قال علي فذهبت إلى رسول الله محرشا على فاطمة، فقال: ((صدقت، صدقت ماذا قلت حين فرضت الحج))؟
قال: قلت: اللهم، إني أهل (1) بما أهل به رسولك، قال: ((فإن هذا الهدي فلا تحل))، وكانت جملة الهدي الذي قدم به علي من (اليمن) والذي أتى به النبي صلى الله عليه وآله وسلم مائة، فحل الناس كلهم وقصروا ، إلا النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومن كان معه هدي، فلما كان يوم التروية توجهوا إلى (منى) فأهلوا بالحج، وركب النبي صلى الله عليه وآله وسلم فصلى بها الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، والفجر، ومكث قليلا حتى طلعت الشمس، وأمر بقبة شعر تضرب له بنمرة، فنزل بها حتى إذا زاغت الشمس أمر بالقصوى فرحلت به، فأتى بطن الوادي، فخطب الناس، فقال: ((إن دمائكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذ في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ألا إن كل شيئ من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع، ودماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحرث -وكان مسترضحا في بني سعد فقتلته هذيل- وربا الجاهلية موضوع، وأول ربا أضع ربا العباس بن عبد المطلب فإنه موضوع كله))، الخطبة إلى آخرها.
Bogga 283