66

الحذر من السحر

الحذر من السحر

Daabacaha

مؤسسة الجريسي للتوزيع والإعلان

Goobta Daabacaadda

الرياض

Noocyada

فائدة: إن ما ذكر سابقًا من أن أثر السحر الذي أصاب النبيَّ ﷺ هو من جنس الأمراض التي تتسلط على ظاهر الجسد قد جاءت الإشارة إليه في لفظ النبيِّ ﷺ فإنه [لم يُرو عنه ﷺ إلا الحديث الدالّ على المرض، بدليل قوله في مراجعة الملكين الكائنين في صفة رجلين: ما وجع الرجل، فقال المجيب منهما: مطبوب؛ وقوله ﷺ بعدما أخرج المشط والمشاطة وما معهما مما عمل فيه السحر: (قد عافاني) وفي رواية (وشفاني) . ففي نفس الحديث التصريح بالوجع وبالمعافاة منه، فدلّ هذا على أنه مجرد مرض وليس في لفظ رسول الله ﷺ أنه صار يخيل إليه فعل ما لم يفعله، وتعبير عائشة ﵂ بذلك إنما هو على حسب ما ظهر لها أنه تخيّل] (١) . كذلك فإن في قوله ﷺ: «من تصبّح سبع تَمْرات عجوةً لم يضرُّه ذلك اليوم سُمّ ولا سِحر» (٢) . تلميح إلى مشابهة أثر السحر والسم في أن كلًا منهما ضارّ بالإمراض، وأنه يتداوى منهما، وليس بالضرورة أن يُذهِب السحرُ بالعقل، أو يُزهِق السمُّ الروح. وانظر بعدها - رحمك الله - إلى فقه الإمام البخاري ﵀، حيث جعل حديث السحر في كتاب الطب في صحيحه، ثم جعل بابًا في كتاب الطب: الدواء بالعجوة من السحر، ما يشير إلى أن من أثر السحر والسم إحداث ما يُمرِض، وأن عجوة المدينة يتداوى بها من جميع ذلك، والله أعلم. مسألة: متى عُمِل السحرُ للنبيِّ ﷺ؟ [لمّا رجع رسول الله ﷺ من الحديبية في ذي الحجة، ودخل المحرَّمُ من سنة سبعٍ جاءت رؤساء يهودَ الذين بقوا بالمدينة ممن يُظهِر الإسلام، وهو

(١) انظر: زاد المسلم للعلامة الشنقيطي (٤/٢٢٤) . (٢) متفق عليه من حديث سعد بن أبي وقاص ﵁: أخرجه البخاري؛ كتاب: الطب، باب: الدواء بالعجوة للسحر، برقم (٥٧٦٩) . ومسلم؛ كتاب: الأشربة، باب: فضل تمر المدينة، برقم (٢٠٤٧) .

1 / 71