ففي تاريخ المدينة:2/711: (عن خرشة بن الحر قال: رأى معي عمر بن الخطاب لوحا مكتوبا فيه: إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله ، فقال: من أملى عليك هذا ؟ قلت أبي بن كعب ، فقال إن أبيا كان أقرأنا للمنسوخ ، إقرأها: فامضوا إلى ذكر الله ! ). (وفي الدر المنثور:6/219: عن أبي عبيد في فضائله ، وسعيد بن منصور ، وابن أبي شيبة ، وابن المنذر، وابن الأنباري في المصاحف . وقراءة عمر في البخاري:6/63)
وروى البيهقي:3/227 (عن سالم ، عن أبيه قال: ما سمعت عمر بن الخطاب يقرؤها إلا: فامضوا إلى ذكر الله... أنبأ الشافعي ، أنبأ سفيان بن عيينة ، فذكره بنحوه ) .
والسبب في إصرار عمر على تحريف نص القرآن أن كلمة(السعي) في الآية مشتركة بين السعي المعنوي والمادي ! لكنها في ذهن عمر تعني الركض! وبما أن المطلوب لصلاة الجمعة هو المضي والذهاب وليس الركض فلا يصح التعبير بالسعي! فلا بد أن تكون نزلت من عند الله: فامضوا ، وأن (فاسعوا) اشتباه من النبي صلى الله عليه وآله أو جبرئيل عليه السلام !!
وعندما يجتهد عمر ويضع في رأسه شيئا ، يغيب عنه أن النبي صلى الله عليه وآله أمر المسلمين أن يأخذوا القرآن من أبي بن كعب ، وليس من عمر !
ويبدو أن هذا المعنى العمري للسعي كان موجودا في أذهان بعضهم ، ففي الدر المنثور:6/219 عن البيهقي: (عن عبد الله بن الصامت قال: خرجت إلى المسجد يوم الجمعة فلقيت أبا ذر ، فبينا أنا أمشي إذ سمعت النداء فرفعت في المشي لقول الله: إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله فجذبني جذبة فقال: أو لسنا في سعي؟!).
أما علي وأهل البيت عليهم السلام فكانوا ملتفتين إلى أن السعي هنا ليس بمعنى الركض بل بمعنى السعي المعنوي الذي يتناسب مع المشي إلى صلاة الجمعة بسكينة ووقار .
Bogga 269