وكانت مواقف عمر في خلافه مع أبي متفاوتة إلى حد التناقض! فأحيانا كان يخضع لقول أبي، وأحيانا كانا يفترقان بدون نتيجة عملية!
ففي الدر المنثور:2/344 :( وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن عدي عن أبي مجلز أن أبي بن كعب قرأ: (من الذين استحق عليهم الأوليان) ، قال عمر كذبت ! قال أنت أكذب ! فقال رجل: تكذب أمير المؤمنين؟! قال أنا أشد تعظيما لحق أمير المؤمنين منك ، ولكن كذبته في تصديق كتاب الله ، ولم أصدق أمير المؤمنين في تكذيب كتاب الله ! فقال عمر : صدق ) .
ونقل في كنز العمال:13/261، عن ابن راهويه: ( أن عمر بن الخطاب رد على أبي بن كعب قراءة آية فقال أبي: لقد سمعتها من رسول الله (ص) وأنت يلهيك يا عمر الصفق بالبقيع ! فقال عمر: صدقت ! إنما أردت أن أجربكم هل منكم من يقول الحق ، فلا خير في أمير لايقال عنده الحق ولا يقوله !
ثم نقل عن ابن أبي دؤاد وابن عساكر: (أن أبي بن كعب قال لعمر: والله يا عمر إنك لتعلم أني كنت أحضر وتغيبون ، وأدنى وتحجبون ويصنع بي ويصنع بي، والله لئن أحببت لألزمن بيتي فلاأحدث شيئا ولا أقرئ أحدا حتى أموت ! فقال عمر بن الخطاب: اللهم غفرا ، إنا لنعلم أن الله قد جعل عندك علما فعلم الناس ما علمت ) . انتهى .
وأحيانا كانت تشتد المواجهة تشتد فيصر عمر على رأيه ، ويوبخ أبيا ولايقبل منه ، ويأمر المسلمين بكتابة المصحف على ما يقوله هو ، وأن يمحوا ما يقوله أبي ! الخ .
Bogga 268