ولكنه بذلك سكن المشكلة تسكينا آنيا ، ثم حير أتباعه من علماء الأمة أربعة عشر قرنا في تصور معنى معقول لنظريته العتيدة وحديثه الغريب المزعوم عن رسول الله صلى الله عليه وآله !
من أدلة بطلان بدعة عمر
أولا: أن صاحب المقولة لم يطبقها ! فقد رخص بقراءة القرآن بسبعة أنواع ، لكنه لم يسمح لأحد بذلك ! فكان يتدخل في القراءات ويحاسب عليها ، ويرفض منها ويقبل ، ويأمر بمحو هذا وإثبات ذاك ! وكم وقعت مشاكل بينه وبين أبي بن كعب وغيره من القراء، بسبب أنه قرأ آية بلفظ لم يعجب عمر !
فقد كانت هذه التوسعة المزعومة خاصة به دون غيره !!
ثانيا: أن عثمان نقضها وأوجب أن يقرأ القرآن بالحرف الذي كتب عليه مصحفه ! فأين صارت السبعة أحرف التي قلتم إن حديثها صحيح متواتر ؟!
لقد صار معناها أن القرآن نزل من عند الله تعالى على سبعة أحرف ، ثم صار في زمن عثمان إلى حرف واحد!! فيكون حديث عمر مفصلا لمشكلة اضطراب القراءة في زمنه فقط ! فهل رأيتم حديثا نبويا لادور إلى يوم القيامة إلا أداء وظيفة خاصة وهي تسكين مشكلة اختلاف القراءات آنيا ؟!
ثالثا: إن التوسعة على الناس والتسامح في نص القرآن مسألة كبيرة وخطيرة! فكيف لم تكن معروفة في زمن النبي صلى الله عليه وآله لعامة الصحابة والمسلمين ؟
ثم عرفت على يد عمر عندما وجدت مشكلة تفاوت القراءات ؟!
Bogga 195