193

هنا كان لابد أن تتدخل الدولة لحل المشكلة ، وكان الواجب على عمر أن يختار نسخة من القرآن ويعتمدها من علي عليه السلام أو من غيره كما فعل عثمان ، ولكنه لم يرد اعتماد نسخة معينة فاختار حل المشكلة بالتسامح في نص القرآن ! وأفتى بصحة جميع القراءات المختلف عليها ! واستند بذلك إلى حديث ادعاه على النبي صلى الله عليه وآله ولم يدعه غيره بأن في القرآن سعة ، وأنه نزل على سبعة أحرف !!

روى النسائي:2/150:( عن ابن مخرمة أن عمر بن الخطاب قال: سمعت هشام بن حكيم بن حزام (من الطلقاء)يقرأ سورة الفرقان فقرأ فيها حروفا لم يكن نبي الله(ص) أقرأنيها ! قلت من أقرأك هذه السورة؟! قال رسول الله (ص) . قلت كذبت ، ما هكذا أقرأك رسول الله(ص)! فأخذت بيده أقوده إلى رسول الله (ص)وقلت: يا رسول الله إنك أقرأتني سورة الفرقان وإني سمعت هذا يقرأ فيها حروفا لم تكن أقرأتنيها ! فقال رسول الله (ص): إقرأ يا هشام فقرأ كما كان يقرأ فقال رسول الله (ص) هكذا أنزلت! ثم قال إقرأ يا عمر فقرأت ، فقال: هكذا أنزلت !! ثم قال رسول الله (ص): إن القرآن أنزل على سبعة أحرف !) . (ورواه البخاري:6/100و:6/110و:3/90و:8/215،ومسلم:2/201بروايتين، وأبوداود:1/331، والترمذي:4/263، والبيهقي:2 /383 ، وأحمد:1/24و39 و45 و264)

وكلام عمر صريح في أن النبي صلى الله عليه وآله قال: نزلت من عند الله هكذا وهكذا ! أي بنحوين مختلفين بل بسبعة أشكال ! تعالى الله عن ذلك !

وستعرف أن عمر قام بتحريف حديث نبوي في أن القرآن نزل على سبعة أقسام من المعاني ، ولا علاقة له بألفاظ القرآن وحروفه !

فالنظرية إذن ، ولدت على يد عمر عندما واجه مشكلة لايعرفها ، ولم يعالجها بنسخة القرآن ، بل روى عن النبي صلى الله عليه وآله حديث الأحرف السبعة ليثبت مشروعية التسامح والتفاوت في قراءة النص القرآني !

Bogga 194