Alf Layla Wa Layla Fi Adab
الرواية الأم: ألف ليلة وليلة في الآداب العالمية ودراسة في الأدب المقارن
Noocyada
دخلت إسبانيا تحت الحكم العربي منذ عام 711م والذي استمر حتى عام 1492م لفترة تقارب الثمانية قرون، وقد بسط العرب سيطرتهم على معظم الجزيرة الأيبيرية، وتغلغلوا في جنوب فرنسا وبعض المدن التي تقع في سويسرا الحالية، كما أنهم حكموا أيضا لفترات طويلة جزائر إيطالية أهمها صقلية وسردينيا، بالإضافة إلى جزر قبرص ومالطة وكريت، بيد أن الحكم العربي انحصر في القرنين الأخيرين في مملكة غرناطة في الجنوب الإسباني.
وينقسم التاريخ العربي الإسلامي في إسبانيا إلى ستة عصور: (1)
التبعية لولاة أفريقيا الشمالية (711-756م). (2)
إمارة مستقلة ثم خلافة للأسرة الأموية، مركزها قرطبة (756-1030م). (3)
عصر ملوك الطوائف (1030-1090م). (4)
المرابطون (1090-1146م). (5)
الموحدون (1127-1248م). (6)
مملكة غرناطة (1230-1492م).
وقد بلغت الحضارة الإسلامية الأندلسية أوجها تحت حكم الأمويين، حين أسس عبد الرحمن الأول «الداخل» إمارته هناك بعد فراره من المذبحة التي قام بها العباسيون بعد اعتلائهم سدة الحكم ضد سلالة أمراء بني أمية، ونقلهم عاصمة الخلافة من دمشق إلى بغداد. وفي عهد عبد الرحمن الثاني، صدت إسبانيا بنجاح محاولة الفايكنج لغزو البلاد، وكانت هي المنطقة الوحيدة في الغرب الأوروبي التي نجحت في صد غزو الفايكنج. وفي عهد ذلك العاهل، بلغت قرطبة شأوا عاليا من التقدم الثقافي والحضاري تبدى في الموسيقى والشعر والقصص، إلى جانب آداب البلاط وطرز الأزياء، وكلها أثرت في الدول المجاورة لإسبانيا. أما عبد الرحمن الثالث فقد أعلن إسبانيا خلافة مستقلة عن الخلافة العباسية في بغداد واتخذ لقب خليفة عام 921م، وجعل من عاصمته قرطبة أعظم مدينة في أوروبا كلها بوصفها مركزا للعلم والحضارة والفنون. ولمعت في عهده أسماء مثل ابن عبد ربه صاحب العقد الفريد الذي اهتم بالشعر العربي في إسبانيا الذي تطور على نحو يختلف عن الشعر العربي الكلاسيكي الذي كان يكتب في المشرق العربي. وهناك أيضا «ابن مسرة»، الصوفي الزاهد، وكان أول أندلسي يرحل إلى المشرق - سوريا والعراق - للدرس والتحصيل. وقد أرسى سابقة لعدد كبير من المفكرين الأندلسيين، الذين عاد معظمهم إلى إسبانيا وبحوزتهم مجموعات كبيرة من المخطوطات اليونانية والعربية والفارسية في مختلف العلوم والتخصصات.
وفي عصر الحكم الثاني (961-976م)، كانت مكتبته تضم 400 ألف مجلد، وكان هو الذي رعى كتاب أبي الفرج الأصبهاني الشهير «الأغاني» الذي كان يكتبه في بغداد؛ ذلك أن الحكم كان يريد الحصول على «النسخة الأولى» من الكتاب المخطوط. وبعد ذلك بقليل، جلب «مسلمة المغريطي» إلى الأندلس أعمال الخوارزمي الحسابية والرياضية، ورسائل إخوان الصفاء، وهي الأعمال التي قدر لها أن تقوم بأبلغ الأثر في العلوم بسائر أنواعها، وفي النزعة الصوفية في إسبانيا، ومنها انتقلت إلى بلدان أوروبا المجاورة. وحتى في عصر ملوك الطوائف، نبغ هناك العديد من الشخصيات العلمية والثقافية على رأسهم ابن حزم (994-1064م) الفقيه والعالم الأديب صاحب أهم كتاب في الديانات المقارنة «الملل والنحل»، ومؤلف «طوق الحمامة» الذي كان له أثره العميق في تطور صيغ الحب العذري (الغزلي) وانتشاره في أوساط التروبادور في بروفانس، الذين تأثر شعرهم أيضا بالموشحة والزجل في الأندلس العربي. وظهر أيضا الشاعر ابن زيدون والأميرة ولادة بنت المستكفي. وفيه أيضا اشتهر ابن جبيرول (1021-1070م) الذي ترك أثرا واضحا في الحركة الاسكولائية في العصور الوسطى بكتابه
Bog aan la aqoon