Alf Layla Wa Layla Fi Adab
الرواية الأم: ألف ليلة وليلة في الآداب العالمية ودراسة في الأدب المقارن
Noocyada
والآن، يا حبيبتي، يا ملاكي الجميل،
استيقظي!
إنك أنت فردوسي، وأنا عابد جمالك،
افتحي عينيك بحق القديسة «آنييز» الحانية،
وإلا غفوت إلى جوارك،
فروحي تتحرق شوقا إليك.
وعلى نفس النحو تأثر «شيللي» بالجو الشرقي الذي أشاعته الترجمات الأدبية المتتالية لألف ليلة وليلة وغيرها من المؤلفات الشرقية، فنجد تراثه الشعري مليئا بالإشارات العربية والشرقية؛ وله قصيدة ملحمية بعنوان «ثورة الإسلام»، بيد أنها - فيما يبدو - قد حملت هذا العنوان لمجرد جذب أنظار القراء حيث سادت موجة الولع الشرقي بعد نشر عدد من الترجمات الأدبية الباذخة من القصص العربية وألف ليلة وليلة. وكان عنوان القصيدة الأصلي «لاؤن وسيثنا، أو ثورة المدينة الذهبية: رؤيا للقرن التاسع عشر»؛ فأصبح عنوانها «ثورة الإسلام، قصيدة في اثني عشر نشيدا».
وفي أول قصائده الناجحة «ألاستور»، حين يريد شيللي أن يصور زهد الشاعر الشاب في العواطف الأرضية، يختار «صبية عربية» كي تقدم قلبها وحبها للشاعر. بيد أنه يعرض عنها، وفي المقابل، يدلف إلى رؤيا حلمية يتجمع فيها رمز خياله عن الجمال والحق والحب ونهمه وراء المعرفة الحقة. ويسعى وراء تحقيق رؤاه في عالم الواقع، حيث تقوده خطاه القهقرى عبر تاريخ الحضارات الإنسانية، وإلى الشرق: الجزيرة العربية وفارس وجبال الهند، وإلى كشمير، مكان رؤياه الحلمية. وقد كتب شيللي كذلك قصيدة سماها الحشاشين، إشارة إلى تلك الطائفة الإسماعيلية التي أقامها شيخ الجبل في قلعة آلموت، ومنهم جاءت الكلمة الإنجليزية
ASSASSIN .
وقد بدأ شيللي كتابة يوميات مع حبيبته وزوجته لاحقا ماري، بدأها منذ اليوم الذي هربا فيه سويا إلى أوروبا، 28 يوليو 1814م، في مفكرة ذهبية ابتاعاها في باريس. ونحن نعرف من تلك اليوميات الكتب التي كانا يقرآنها، ونجد من بينها كتاب «قصص الشرق» لهنري ويبر، والكتاب الذي أصدره الفرنسي جاك كازوت بمعاونة السوري دوم شاويش وضما فيه ترجمة لحكايات جديدة من ألف ليلة وليلة. وقد ذكرت ماري في تلك اليوميات قراءتهما لقصة النائم الذي استيقظ بالذات. ومن بين الكتب الأخرى التي كانا يطالعانها كتاب الواثق لبيكفورد، وثعلبة لسذي، والصديق لفولتير. كما قرأ شيللي كذلك كتاب «تاريخ العرب» لسيمون أوكلي، وهو كتاب ضخم من جزأين كان قد صدر قبل ذلك بعنوان «الفتح العربي لسوريا وفارس ومصر». وقد أمدت تلك الكتب شيللي بمعلومات ثمينة وخيال دافق ظهر في العناصر العربية والشرقية في عدد من قصائده. كذلك يشير النقاد إلى تأثر «ماري شيللي» نفسها بتلك الخيالات الشرقية، التي نتج عنها روايتها «فرانكنشتاين» التي أصبحت رائدة في روايات الخوارق وروايات الرعب والأشباح، ويعدها البعض أول رواية من روايات الخيال العلمي. وقد بدأت ماري شيللي كتابتها في مباراة لكتابة قصة أشباح مع زوجها ولورد بايرون حين كانا في فيلا بحيرة جنيف، في أمسية ماطرة راعدة بارقة احتجزتهم في الداخل!
Bog aan la aqoon