Albert Camus: Iskuday Lagu Darsayo Fikirkiisa Falsafadeed
ألبير كامي: محاولة لدراسة فكره الفلسفي
Noocyada
كان ذلك هو الدرس الذي أخذناه عن تجربة المحال. غير أن إصلاح الإنسان (وهي في حد ذاته فعل محكوم عليه بالفشل دائما، كما يرى كامي) لا يعني أن نفرض على الإنسان معنى أعلى أو نسلط عليه أية متعال (ترانسندنس) من أي نوع؛ فلو أننا فعلنا ذلك لألغينا الإنسان وألغينا هدفه الحقيقي في الوقت نفسه ؛ لأن «الإنسان» هو الهدف الحقيقي الوحيد للإنسان.
29
فما هو إذن هذا الهدف الذي يسعى إليه الإنسان؟ هو في حقيقته مساعدة الإنسان على الحياة، لكي يثور في وجه الموت، وإعطاؤه السعادة، لكي يحتج على شقاء العالم الذي ألقي به فيه، وتأكيد العدالة، لكي يكافح الظلم الأبدي المحيط به من كل جانب، وأن نتوخى في أفعالنا أن يعثر الناس على تضامنهم من جديد، لكي يشتركوا معا في التمرد على مصيرهم.
30
بذلك يكون التمرد على مستوى التاريخية تمردا نفسيا-ميتافيزيقيا خالصا.
31
إنه لا يشغل نفسه في شيء بالمجتمع ولا بالحياة الاجتماعية، بل يتحرك في اللحظات المباشرة المتلاحقة من الحاضر العابر، هادفا إلى تحقيق سعادة الإنسان في موقف محدد؛ فعالم الشقاء الذي يحتج عليه المتمرد ليس هو العالم الاجتماعي، أو ليس كذلك بالدرجة الأولى. إن احتجاجه منصب على الطبيعة «الكثيفة» غير المبالية، التي يعيش الإنسان فيها غريبا محكوما عليه بالموت، وتمرده يتجه أول ما يتجه إلى السماء الصامتة إلى الأبد.
هنا نستطيع أن نفهم سر النقد الشديد الذي وجهه سارتر إلى كامي؛ ففي رأي سارتر
32
أن كامي قد رفض التاريخ رفضا مقدما على كل تجربة تاريخية. ورفضه له لا يرجع إلى أنه قد تعذب فيه أو كشف عن وجهه المفزع من خلال الرعب والقسوة (الأمر الذي لا يستطيع أحد أن ينكره على كامي المكافح الشجاع) بل إلى أنه قد وضع القيم الإنسانية بأسرها في كفاح الإنسان ضد السماء، حيث يصمت الإله إلى الأبد. هذا الكفاح الذي يعلنه الإنسان على قدره الظالم المحال يظل خارج التاريخ، بعيدا عن كل تاريخية ممكنة؛ ومن ثم لا يمكن أن يعد كفاحا على الإطلاق. إنه يعلو على التاريخ أو بالأحرى يتعالى عليه؛ ذلك لأنه لما كان الظلم أبديا؛ أعني لما كان غياب الله مستمرا خلال التاريخ، فإن العلاقة المتجددة أبدا من جانب الإنسان الذي يبحث عن المعنى بهذا الإله الذي لا يخرج عن صمته الأبدي لا بد أن تكون هي نفسها علاقة متعالية على التاريخ، خارجة عنه.
Bog aan la aqoon