Albert Camus: Iskuday Lagu Darsayo Fikirkiisa Falsafadeed
ألبير كامي: محاولة لدراسة فكره الفلسفي
Noocyada
24
وأن المستقبل لا سبيل إلى التنبؤ به، وأن التذكر عقيم.
ليس التاريخ هنا غير الزمانية المتصلة، فهي الحاضر المباشر، وهي الضد المقابل للأبدية واللازمانية. وهذا المفهوم من الزمانية باعتبارها الحضور المتصل للحظة العابرة المنفصلة، وباعتبارها المملكة الوحيدة الممكنة للأخلاقية التي جعلت شعارها «مزيدا من الحياة»، هي التي جعلت إنسان المحال يقف من الأبدية موقف التحدي وهي التي جعلته يقول في «الريح في جميلة»:
25 «ماذا تعنيني الأبدية؟» ويحاول أن يبحث عن الخلود بين جدران هذه المملكة الفانية. مثل هذا التاريخ المغزول من نسيج اللحظات العابرة الفانية، لا يتهمه كامي ولا يرفضه. بل الأولى أن يقال إنه يتشبث بكل لحظة فيه ويحاول أن يعتصر منها سعادته الوحيدة الممكنة. إنه قبل كل شيء «منفي في الزمن»،
26
يلجأ إليه إنسان المحال، كأنه واحد من تلك الأسوار القاسية التي فرض على نفسه أن يتحصن وراءها. إنه هنا يعيش في الحاضر وحده جاهلا بمستقبله، منقطع الصلة عن ماضيه .
إن مفهوم التاريخ يتأرجح معناه بين التاريخية البحتة من ناحية وبين الحتمية التاريخية من ناحية أخرى، ولكي نوضح ذلك يجب علينا أولا أن نحاول الإجابة على هذا السؤال: ما هي العلاقة بين التمرد والزمن؟ ما موقف التمرد من هذا الزمن في أبعاده الثلاثة؛ الماضي والحاضر والمستقبل؟
كلما ذكرنا التمرد ذكرنا معه البراءة والنقاء؛ فالطلب الذي لا ينفك المتمرد يطالب به نفسه وغيره هو المحافظة على نقاء التمرد؛ أعني على قربه من منبعه الأصيل. وكل فكرة تستقي من الماضي أو تتنبأ بالمستقبل (وبالتالي تحدده) فهي فكرة غريبة على روح التمرد الحق، غير وفية لها. وعلى العكس من ذلك كل فكرة تنبع من الحاضر وتتجنب المتعالي (الترانسندنس) على اختلاف صوره، فهي تحتفظ بقيمتها. مثل هذه الفكرة الأخيرة لا تتطلب من الإنسان أن يخضع لها؛ أعني أن يفقد حريته في سبيلها. إن على التمرد الذي يريد أن يحافظ على نقائه أن يخلق نفسه في كل لحظة من جديد؛ لأنه في صيرورة لا ينقطع تيارها. حتى إذا غاص في الزمن (باعتباره المسار التاريخي الذي يتجه نحو غاية لا يمكن التكهن بها)، لم يستطع أن يخلق قيمة حقيقية واحدة. عندئذ يصبح التمرد ثورة تاريخية، ويصبح بروميثيوس الوحيد الذي ثار على الآلهة من أجل البشر قيصر الوحيد الذي يملي إرادته على الرعية الصامتة. وعندئذ أيضا يصبح الإنسان شيئا، يعامل معاملة الأداة التي يراد بها تحقيق غاية غيبية أخيرة. هنالك يصبح المتمرد هو الضحية؛ لأنه يريد أن يحيا في الحاضر وحده: «إن السخاء الحقيقي تجاه المستقبل هو في إعطاء الحاضر كل شيء.»
27 «أن نفعل، كما لو كان في استطاعتنا أن نصلح الإنسان والأرض.»
28
Bog aan la aqoon