قال: إنتم أحرار.
فقلنا: يعني لو رحنا المنصورة تودينا البيت؟
قال: أوديكم. - تودينا؟ - أوديكم.
وانتفض واحد وقال: ما تيجي نروح المنصورة يا ولاد.
وهللنا. قال كل واحد كلمة، وصدرت عنا أصوات، وتعانق أكثرنا. كانت عقولنا كالقاعة الضخمة الفارغة أقل الأصوات يحدث فيها أعظم الرنين. وهجنا هياجا شديدا، حتى اتنين منا أمسكا بمحمد، واحد من رأسه، والآخر من ساقيه، وظلا يؤرجحانه بينهما حتى ألقياه على التبن. وصرخ واحد وقال: يا رازق الفرخة وديكها.
ثم اندفع إلى النورج يجره ويدور به فوق «رمية» القمح المعدة للدراس. والنورج ثقيل جدا لا تكاد تستطيع البهيمة سحبه.
وقال واحد: ولاد، ولاد، اسمعوا يا ولاد، ولاد اسمعوا يا ولاد.
وظل يصرخ حتى سمعنا، فقال: تيجوا نروح المنصورة؟
وعاد الهياج بحماس أكثر، وتعالت سحب التبن فملأ عيوننا وأجسامنا وعفرنا ترابه.
وكنا قد غادرنا الكومة، وأصبحنا في وسط الجرن، وكل منا مشغول بشيء أو مشتبك مع الثاني في مصارعة، والشاطر من يوقع الآخر.
Bog aan la aqoon