25

Al-Wajiz fi Fiqh al-Imam al-Shafi'i

الوجيز في فقه الإمام الشافعي

Baare

علي معوض وعادل عبد الموجود

Daabacaha

شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

1418 AH

Goobta Daabacaadda

بيروت

تلاميذ الامام الغزالي

حَظِيَ الإِمَامُ الغزالي بِجَمْعٍ كَبِيرٍ من التلاميذ، الذين نَقَلُوا مُؤْلَفَاتِهِ، وأظهروا كثيراً من عِلْمِ الغزالي، في شَتّى الأمْصَارِ.

وسنترجم لبعض هؤلاء التَّلامِيذِ الذين عَنَوْا بِنَشْرِ آثار الإمام الغزالي:

١ - إبراهيم بن المُطَهّرِ أَبُو طَاهِرِ الشَّاكُ الجُرْجَانيُّ: حضر دُرُوسَ إمام الحرمين، بـ ((نيسابور)). ثم صحب الغَزّاليّ، وسافر معه إلى ((العراق))، و((الحجاز))، و((الشام))، ثم عاد إلى وطنه بـ ((جُرْجَانَ))، وأَخَذَ في التدريس والوَعْظِ، وظهر له القَبُولُ، وبُنِيَتْ له مدرسة، ثم قُتِلَ بَغْتةً، ومات شهيداً سنة ثلاث عشرة وخمسمائة.

٢ - أحمد بن علي بن محمد بن برهان الأصوليّ: وبَرهَانُ، بفتح الباء الموحدة. هو الشَّيخُ الإمام أبو الفَتْحِ. كان أولاً حَنُبليَّ المذهب، ثم انتقل. تفقّه على الشاشي الغَزَّاليُ وإليكِيًا.

وكان حَاذِقَ الذِّهْنِ، عجيب الفِطْرَةِ، لا يكاد يسمع شيئاً إلا حَفِظَه، وتَعَلَّق بذهنه.

ولم يزل مُوَاظِباً على العِلْمِ حتى ضُرِبَ المَثَلُ باسمه.

وولي تَدْرِيسَ النِّظاميَّة مدةً يَسِيرَةً، ثم عُزِلَ ثم وَليهَا يَوْماً وَاحِداً، ثم عزل ثانياً.

وكانت الرحلةُ قد انتهت إليه، وَتَزَاحَمَتِ الظُّلَّبُ على بابه، حتى انتهى حَالُهُ إلى أن صار جَمِيعُ نَهَارِهِ، وقِطْعَةٌ من ليله مُسْتَوْعَباً في الاشْتِغَالِ، يجلس من وَقْتِ السَّحَرِ إلى وقت العِشَاءِ الآخرة، ويتأخّر أيضاً بعدها.

وحُكِيَ أن جماعة سألوه أن يَذْكُرَ لهم دَرْساً من كتاب((الإحياء، للغَزَّالِيّ))، فقال: لا أَجِدُ لكم وَقْتاً.

فكانوا يُعَيِّنُونَ الوَقْتَ فيقول: في هذا الوَقْتِ أَذْكُرُ الدَّرْسَ الفلانيّ، إلى أن قرروا معه أن يذكر لهم درساً من ((الإحياء)) نِصْفَ الليل.

وقد سمع الحَدِيثَ من أبي الخَطَّابِ بن البَطِرِ، وأبي عبدالله الحُسَيْنِ بن أحمد بن محمد بن طلحة النِّعَاليِّ، وغيرهما. وقرأ صَحِيحَ ((البخاريّ)) على أبي طالب الزَّيْنَبِيّ.

وُلِدَ في شوال، سنة تسع وسبعين وأربعمائة.

25