Al-Wajiz fi Fiqh al-Imam al-Shafi'i
الوجيز في فقه الإمام الشافعي
Baare
علي معوض وعادل عبد الموجود
Daabacaha
شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
1418 AH
Goobta Daabacaadda
بيروت
Noocyada
وكتاب ((الإرشاد)) في أصول الدين، وكتاب ((الشامل)) في أصول الدين أيضاً، وكتاب ((غنية المسترشدين)) في الخلاف(١).
٤ - الفَضْلُ بن محمد بن علي الشيخ الزاهد أبو عليَّ الفَارَمَذِيُّ: من أَهْلِ ((طُوس)). و((فَارَمَذُ))، إحدى قراها، وهي بفتح الفاء والراء بينهما الألف ثُمَّ ميم مفتوحة، فيما ذكر ابن السَّمْعانيّ، وقد تُسَكَّنُ؛ ثم ذال معجمة.
سمع من أبي عبدالله محمد بن عبدالله بن بَاكُوبه الشِّيرازيٍّ، وأبى منصور التَّمِيمِيّ، وأبي حَامِدٍ الغَزَّالِيّ الكبير، وأبي عبدالرحمن النِّيليّ، وأبي عثمان الصَّابُونِيّ، وغيرهم.
روى عنه عبدالغافر الفَارسِيُّ، وعَبْدُالله بن عَلِيَّ الخَرْكُوشِيُّ، وعبد الله بن محمد الكُوفِيُّ العَلَوِيُّ، وأبو الخير جامع الشِّفاء، وآخرون.
مولده في سنة سبع وأربعمائة. وتفقهَ على الإمام أبي حَامِدِ الغَزّالِيّ الكبير، صاحب التَّصانِيفِ.
ذكره عبد الغَافِرِ، فقال: هو شَيْخٌ في عصره، المُنْفَرِدُ بطريقته في التَّذْكِيرِ، التي لم يُسْبَقْ إليها، في عبارته وتهذيبه، وحُسْن أَدَبِهِ، ومَلِيحِ استعارته، ودَقِيقِ إشارته، ورقّة ألفاظه، ووَقْع كلامه في القلوب.
دخلٌ (نيسابور))، وصحب زَيْنَ الإسلام أبا القَاسِمِ القُشَيْرِيَّ، وَأَخَذَ في الاجتهادِ البالِغ، وكان مَلْحُوظاً من القُشَيْرِيّ بعين العِنَايَةِ، مُوَقَّراً عليه من طريقَ الهِدَايَةِ، وقد مارس في المدرسة أنَواعاً من الخِدْمَةِ، وَقَعَدَ سنين في التَّفَكُّرِ، وعَبر قَنَاطِرَ المجاهدة، حتى فُتِحَ عليه لَوَامِعُ من أنوار المشاهدة، ثم عاد إلى ((طُوس))، واثَّصَلَ بالشيخ أبي القاسم الكُرْكَانِيّ الزاهد، مُصَاهْرَةً وصُحْبَةً، وجلس للتَّذْكِيرِ، وعَفَّى على مَن كان قبله، بطريقَتِهِ بحَيْثُ لم يُعْهَدْ قَبْلَهُ مثلُه في التذْكِيرِ، وصار من مذكوري الزَّمَانِ، ومشهوري المشايخ، ثم قدِم ((نيسابور))، وعقد المجلس، ووقع كَلاَمُهُ في القُلُوبِ، وحصل له قَبُول عند نِظام الملك خارجٌ عن الحَدّ، وكذلك عند الكِبَارِ، وسمعت ممَّن أَثِقُ به أن الصاحب خدمه بأنواعٍ من الخِدْمَةِ، حتى تَعَجَّبَ الحَاضِرُونَ منه، وكان يُنْفِقُ على الصوفية أكثرَ ما يُفتح له به، وكان مَقْصِداً من الأقطار للصُّوفية والغُرَبَاءِ والطَّارئين بالإرادة، وكان لِسَانَ الوقت.
وقال ابن السَّمْعَانِيِّ: كان لسان ((خُرَاسان)) وشَيْخَهَا، وصَاحِبَ الطريقة الحَسَنَةِ؛ من تربية المُرِيدِينَ والأصحاب، وكان مجلس وَعْظِهِ، على ما ذكرت، رَوْضَةً فيها أنواع من الأزهار، توفي بطوس في ربيع الآخر، سنة سبع وسبعين وأربعمائة.
قلت: صَحِبَهُ حُجَّةُ الإِسْلاَمِ أبو حَامِدِ الغزّالِيُّ، وجماعة من الأئمة(٢).
٥ - يُوسُفُ النّسَّاجُ ولم نَظْفَرْ بترجمة لحياته، وكل الذي عثرنا عليه ما وجد بخط قُطْبِ الدين
(١) ينظر: طبقات ابن قاضى شهبة ٢٥٥/١ - ٢٥٦.
(٢) ينظر: طبقات الشافعية الكبرى ٣٠٤/٥ - ٣٠٦.
23