25

Fiqh Theories

النظريات الفقهية

Daabacaha

دار القلم والدار الشامية

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

1414 AH

Goobta Daabacaadda

بيروت

١ - إن الهدف من العقوبة لا ينحصر بالردع والزجر، وإنما يشمل إصلاح الجاني وتهذيبه وتربيته والأخذ بيده إلى الصلاح والرشد.

٢ - فتح باب التوبة على مصراعيه أمام العصاة والمذنبين والمجرمين والمعتدين، لكي يصلحوا أنفسهم، ويعودوا إلى ربهم، ويندموا على فعلهم، فيجدوا الله تواباً غفوراً، قال تعالى: ﴿فَمَن تابَ من بعدِ ظُلمِهِ وأصلَحَ فإِنَّ الله يتوبُ عليه﴾ (سورة المائدة) الآية: ٣٩، وقال تعالى: ﴿وإني لغفارٌ لمن تَابَ وَآمَنَ وعمِلَ صالحاً ثم اهتدى﴾ (سورة طه) الآية: ٨٢، وقال تعالى: ﴿ومن تابَ وعَمِلَ صالحاً فأولئك يبدِّلُ الله سيئاتِهِم حَسَنَاتٍ﴾ (سورة الفرقان) الآية: ٧٠، وقال رسول الله ﷺ: ((إنَّ الله عزَّ وجل يبسط يده بالليلِ ليتوبَ مسيءُ النهار، ويبسطُ يدَه بالنهار ليتوبَ مسيءُ الليلِ، حتى تطلعَ الشمسُ من مَغْربها))(١)، ويقول عليه الصلاة والسلام: ((لو أخطأْتُم حتى تبلغ خطاياكم السماء ثم تُبْتُم لتابَ الله عليكم))(٢)، وقال: ((كل ابن آدمَ خَطّاء، وخيرُ الخطائينَ التَّوَّابون))(٣)، وقال: ((التائبُ من الذُّنْب كمن لا ذنبَ لَّهُ))(٤).

فالهدف من العقوبة أولاً وأخيراً هو إصلاح النفوس وتهذيبها، والعمل على سعادة البشرية، وتأمين السعادة لهم في الدنيا والآخرة، كما أن الهدف من العقوبة حماية الجماعة من المفاسد والشرور، وحفظ النظام، وتنفيذ أوامر الشارع، وتحقيق الأمن للناس، وإصلاح البشرية، كالطبيب الذي يقرر بعد الفحص الدقيق للمريض أن سلامته تقتضي قطع أحد أعضائه لينجو بقية الجسم، أو كقائد سفينة يضطر إلى إلقاء بعض الأمتعة في البحر لضمان سلامة السفينة، ووصولها إلى شاطىء الأمان(٥).

(١) رواه مسلم والنسائي عن أبي موسى مرفوعاً، (الفتح الكبير ٣٥٢/١).

(٢) رواه ابن ماجه بإسناد جيد، (الفتح الكبير ٣٨/٣).

(٣) رواه الترمذي وابن ماجه والحاكم، (الترغيب والترهيب ٩١/٤).

(٤) رواه ابن ماجه والطبراني وابن أبي الدنيا والبيهقي، (انظر: الترغيب والترهيب ٨٨/٤، ٩٠، ٩١، ٩٧).

(٥) الإسلام عقيدة وشريعة ص ٢٧٣، التشريع الجنائي الإسلامي ٣٨٩/١، ٦٠٩.

25