Al-Mu'tamad min Qadim Qawl al-Shafi'i 'ala al-Jadid
المعتمد من قديم قول الشافعي على الجديد
Daabacaha
دار عالم الكتب
Sanadka Daabacaadda
1417 AH
Goobta Daabacaadda
الرياض
Noocyada
Fiqiga Shaaficiga
Raadiyadii ugu dambeeyay halkan ayay ka soo muuqan doonaan
Al-Mu'tamad min Qadim Qawl al-Shafi'i 'ala al-Jadid
(d. Unknown)المعتمد من قديم قول الشافعي على الجديد
Daabacaha
دار عالم الكتب
Sanadka Daabacaadda
1417 AH
Goobta Daabacaadda
الرياض
Noocyada
لتحول الناس إلى السماع من عالم قريش، وفي ذلك يقول محمد ابن عبد الحكم: كنت أتردد على الشافعي فاجتمع قوم من أصحابنا إلى أبي وكان من علماء المالكية، وقالوا: يا أبا محمد إن محمداً قد انقطع إلى هذا الرجل وتردد إليه فيرى الناس أن هذا رغبة عن مذهب أصحابه، فجعل يلاطفهم ويقول: هو حدث ويحب النظر في اختلاف أقاويل الناس ومعرفة ذلك، وكان يقول لي في السر: يا بني إلزم هذا الرجل.
ورأت مصر طريقة جديدة في الجدل والمناظرة، فهو يستعرض الرأي ونقيضه لتتم له الحُجة أو ادحاضها، فيقول لمجادله مثلاً: تقلد أنت قولي وأتقلد قولك ثم يناظره حتى يقطعه أو يفحمه، كذلك عندما كان يكتب أو يملي يفترض وجود الخصم ينافح عن رأي عكسي فيناظره.
ولقد كان يعرف تمام المعرفة ويعتقد تمام الاعتقاد أن الاجتهاد قربة وعبادة، والخطأ ليس منقصه ولا مذله، وهو لا يرجع عن الخطأ ولكنه يحل الآخرين عن خطئه بل ينبه بقوة على احتمال وجود الخطأ، فيقول: لقد ألفت هذه الكتب ولم آل فيه، ولابد أن يوجد فيها الخطأ لقوله تعالى ﴿وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا﴾(١).
فما وجدتم في كتبي هذه مما يخالف الكتاب والسُّنة فقد رجعت عنه. وهكذا كان مع السُنة كذلك، شديد الأدب والتنبه على ألا يقع في زلة من نفسه أو فعل غيره، فقد سئل مرة عن مسألة فقال: يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال كذا فقال رجل: يا أبا عبد الله أتقول بهذا فارتعد الشافعي
(١) سورة النساء، الآية ٨٢.
88