Al-Mufeed Fi Muhimat Al-Tawheed
المفيد في مهمات التوحيد
Daabacaha
دار الاعلام
Lambarka Daabacaadda
الأولى ١٤٢٢هـ
Sanadka Daabacaadda
١٤٢٣هـ
Noocyada
٣- التوسل بدعاء الغير:
ودليل ذلك قوله عز وج حكاية عن أبناء يعقوب ﵇: ﴿قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ﴾ [يوسف: ٩٧]، ومن السنة دعاؤه ﷺ لعكاشة بن محصن ﵁ أن يجعله الله من السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب -لما سأله ذلك١.
والأدلة على أنواع التوسل المشروع من الكتاب والسنة كثيرة جدا، وما ذكرته قليل من كثير.
التوسل البدعي:
سبق الحديث عن أنواع التوسل المشروع، وذكرنا منها: التوسل بدعاء الغير، ومثلنا له بصنيع الصحابة ﵁، وتوسلهم بدعاء النبي ﷺ.
وهذا النوع هو الذي أسيء فهمه؛ فظن المخالفون للكتاب والسنة أن المراد التوسل بشخصه ﷺ. مع أن الصحابة ﵃ إنما كانوا يتوسلون بدعائه ﵊ حال حياته؛ كما فعل ذاك الأعرابي الذي دخل عليه وهو يخطب، فسأله الدعاء٢؛ وكذلك الصحابي الذي سأله أن يدعو الله أن يجعله ممن يدخلون الجنة بغير حساب٣، وغير ذلك.
وهذا التوسل إنما يكون في حياته ﷺ، أما بعد موته، فلا يجوز. من أجل هذا لما أجدب الناس في عهد عمر ﵁ لم يطلبوا من النبي ﷺ أن يستسقي لهم؛ بل استسقى عمر ﵁ بالعباس ﵁ عم رسول الله ﷺ، وكان مما قاله: "اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا" ٤. فسقاهم الله عز جل.
١ أخرجه البخاري ومسلم في الصحيحين؛ "صحيح البخاري، كتاب الطب، باب من اكتوى أو كوى غيره. وصحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب". ٢ صحيح البخاري، كتاب الاستسقاء، باب الاستسقاء في خطبة الجمعة. وصحيح مسلم، كتاب صلاة الاستسقاء، باب الدعاء في الاستسقاء. ٣ تقدم تخريجه في ح"١". ٤ صحيح البخاري، كتاب الاستسقاء، باب سؤال الناس الإمام الاستسقاء إذا قحطوا.
1 / 154