وكثرة التمويهِ من منتحليه (^١)، حتى كاد العمر ينفد، والخاطر يتبلد؛ لأوجال عَرضَتْ، وآمال اعترضت (^٢)، فمددت الآن إلى شرحها يدًا، لم تفرغْ شواغِلُ الهموم لربهما خَلَدًا (^٣)، فدلّلت على مكنون أسرارها، ووصَلتُ كثيرًا من منفصل أشعارها، لأزيد الغُرَّةَ تحجيلًا، والدُّرة بأختها تبجيلًا، فربّ بيت بغَيره معقود، ومُحلَّى (^٤) مما سواه بتيجان وعقود، وكم لفظ عنّ فَعَنَّى؛ لغموض إعراب أوْ مَعْنَّى، مُنْبئًا (^٥) في أكثرها عن قائليها، متبرئًا من العُهدة بذكر ناسيها، ومرادي إنْ اللَّه بفضله سَنَّى (^٦)، أن أُتبع ذلك شرح المعنى؛ لتَجْتَلي من اللفظ زَهْرًا، وتجْتَني من المعنى ثَمرًا، ولولا أنْ أخرج عن حَدَّ الشرح، لضربتُ لكلّ ما يعرض بقدح، وإنْ كنتُ قد (^٧) أَقصرت، ففي بعض ذلك ما قَصَّرْتُ، على أنَّ فيما يعرض من الإعراب شاغلًا (^٨) عن سائر الأبواب، لا سيما وأكثر ما أنص منه،