344

============================================================

معالات البلخي الخاطرين، واحتج في ذلك بأول شيطان خلقه الله وأنه لم يتقدمه شيطان يخطر الشر بباله، ولا يجوز أن يكون الله يخطر الشر بالبال.

وقال قوم: إن الأفعال من شأن النفس أن تفعلها، وطبعها يميل إليها ويحيها، فليس يحتاج إلى خاطر يدغوها إليه، وأما الأفعال التي تكرهها وتنفر منها فإن الله عز وجل إذا أمرها بحال أحدث لها من الدواعي مقدار مائوازي كراهيتها ونفارها منها، ثم إن دعاها الشيطان وتمنعه من الغلبة، وإن أراد الله أن يقع من النفس ما تكرهه وتنفر منه طباعا واضطرارا، جعل الدواعي والترغيب والترهيب يوفي ويفضل على مسا عندها من الكراهية لذلك والنفار، فتميل النفس الى ما دعث إليه ورغبث فيه طباعا.

ال وذكر ابن الراوندي أن هذا القول الأخير قوله.

وقال أبو الهذيل وسائر المعتزلة: إن الخاطر الداعي إلى الطاعة من الله، وخاطر المعصية من الشيطان. واحتجوا بقول الله جل ذكره: الشيطا يعدكم ألفقرويأ مركم بالفحشآء ) [البقرة: 268)، وقوله: { فوسوس لهيما الشيطان) [الأعراف: 20]، إلا أن أبا الهذيل يقول: إن الحجة قد تلزم المفكر من غير خاطر على ما بينا.

وابراهيم وجعفر بن حرب يقولان: لا بد له من خاطر ينهيه.

القول في العامة والنساء الذين على جملة الدين إذا خطر ببالهم التشبيه والإجبار: قال قوم: إن عليهم أن ينظروا وأن ينفوا ذلك بحجة.

وقال قوم: إن ذلك ليس واجبا عليهم، وقد يجوز لهم أن يعرضوا عنه

Bogga 344