323

============================================================

الفن الرابع: المقالات التي اختلف فيها أهل الملة 323 قالوا: لأنه قادر عالم جواد حكيم رحيم، لا يضره الإعطاء ولا ينقص من خزائنه، ولا ينفعه المنع ولا يزيد في ملكه، وليس يمنع المانع عبده ما يعلم أن بعبده إليه حاجة، وأنه أصلخ في أداء ما كلفه، والعامل بما هو أدعى له إليه الا الجهل منه بحاجة عبده إلى ذلك أو عجز منه عن أن يعطيه إيائ أو قساوة موجودة فيه أو بخل أو حاجة منه إلى الإعطاء ليس بحكمة ولا صواب في التدبير، فأما إذا زالت هذه المعاني كلها عن السيد فلا معنى للبيع في العقول.

قالوا: فإن قالوا خصومنا: فهل يقدر على أصلح مما فعل بعباده؟ قلنا: إن أردثم أنه يقدر على أمثال هذا الذي هو أصلخ فإنه جل ذكره يقدر من أمثاله على ما لاغاية له، ولا نهاية له، وإن أردتم يقدر على شيء أصلح من هذا قد ادخره عن عباد فلن يفعله بهم مع علمه بحاجتهم إليه في أداء ما كلفهم وعناه عنه؛ فإنه أصلح الأشياء هو الغاية، ولا شيء يتوهم وراء الغاية فيقدر عليه أو يعجز عنه.

قالوا: وهذا كقائل قال لنا: هل يقدر الله على أنه صغر الأشياء، أو على شيء لا شيء أصغر منه؟ قلنا: نعم، وهو الجزء الذي لا يتجزا.

فإن قالوا بعد ذلك: هل يقدر على ما هو أصغر من الجزء الذي لا يتجزأ؟

قلنا: إنا قد قلنا: إنه أصغر الأشياء، وهو المنتهى في الصغر، وليس بتوهم شيء أصغر منه، ولا يتوهم، ولا يقال: إنه قادر عليه ولا عاجز عنه.

وكذلك لو قال لنا قائلك: هل يقدر على صدقي أصدق من القرآن أو عدل أعدل مما يحكم به بين عباده؟ كان جوابه الجواب في الأصلح وفي الجزء، قال: وجواب آخروإنه لاشيء فعله بعبده من الصلاح إلا وهو قادر على أصلح منه لزيد ولا صلاح فعله بزيد إلا وهو يقدر على ما هو أصلح منه لمحمد، وكذلك أبدا.

Bogga 323