============================================================
مقالات البلخي به القرآن، فقال الله جل ثناؤه: الله أحس المخلقين } [المؤمنون:14)، وقال: وتخلقوت إفكا} [العنكبوت: 17]، وقال: ( وإذ تخلق من الطين كهيية الطير) [المايندة: 110]) وقال أهل اللغة: "خلقت الأديم وهذا خالق الأديم" وقالت أخت أمية بن أبي الصلت للنبي صلى الله عليه: "دخلت على أخي - يعني أمية- وهو يخلق أديما"، فلم يغير عليها النبي صلى الله عليه ذلك من قولها ولم ينكزه.
ال وقال قوم كثير من أهل العدل: إن الخلق فسي الحقيقة غير الفعل؛ لأن الخلق هو إحداث الشيء لا بقدرة وعلاج ولا تعب، والفعل يكون على هذا المعنى، وقد يكون الإحداث بقدرة وعلاج وممارسة، والفعل الذي يقع من العباد ليس بمخلوق، وعندهم في الحقيقة على وجه من الوجوه.
وقال عباد: ليس يجوز القول بأن الله يخلق الشر والسيئات وإن أريد بذلك الأمراض والقحط والحدث.
وزعم أن من قال ذلك بوجه من الوجوه وجب عليه أن يقول: إن الله مسيء شريد.
وقال قوم: ليس يجوز إطلاق/ ذلك، ولكن قد يجوز أن يقال مفسرا بما يزيل عنه إيهام الغلط.
القول في الإصلاح واللطف: قال جمهور المعتزلة وأكثر أهل العدل: إن الله جل ذكره لا يفعل بالعباد إلاما هو أصلخ لهم في دينهم وأدعى لهم إلى العمل بما أمرهم، وإنه لا يدخر عنهم شيئا يعلم أنهم يحتاجون إليه في أداء ما كلفهم، أو أنه إذا فعله بهم أتوا بالطاعة التي يستحقون عليها الثواب الذي وعدهم.
Bogga 322