317

============================================================

الفن الرابع: المقالات التي اختلف فيها أهل الملة ومن زعم أنه عجز عنه في ثانية، إن عجز هذا الذي خلقه الله عاجزا لم ينف فعلا لو لم يوجد العجز، كأن يكون واقعا؛ لأنه لا فعل موهوم) منه في ذلك (1/27) الوقت فينفيه العجز.

القول في الأمر بالفعل: قالت المعتزلة وأهل العدل جميعا: إن الأمر بالفعل إنما يكون قبله، وإنه لا معنى للأمر به في حالة؛ لأنه موجود، والأمر بأن يفعل الموجود محال.

واختلفوا: فقال الجمهور منهم؛ بل جميغهم إلا العباد(1): إن الأمرقد ينفى إلى حال الفعل وجد فيه وإنه لا يكون في حال الفعل آمرا به.

وقال عباد: إنه محال أن ينفى الآمر بالفعل إلى حال الفعل، لأن في ذلك ايجابا لأن يكون للإنسان مأمورا بالفعل في حالة، وذلك محال.

وقال أبو الحسين: وكان يزعم أن ما في القرآن من قوله: يأيها التامس اتقوا ريكم(النساء: 1) و( يكأيها ألذيرن امنوا أطيعوا الله } (الانفال:20)، وما أشبه هاتين الآيتين ليس بأمر ولانهي على الحقيقة، ولكن فيه دلالة على الأمر والنهي، وأن الأمر والنهي شيئان يحدثهما الله في القلوب عند سماع هذه الآيات.

واختلقوا: فقال القوم جميعا إلا عبادا: إنه قد يجوز أن يؤمر بالصلاة قبل دخول وقتها.

وقال عباد: ليس يجوز ذلك، وكان يقول: إن الأمر بالصلاة شيء يحدثه في القلب عند دخول وقتها.

(1) في الأصل: بل جميعهم العباد بدون إلا.

Bogga 317