============================================================
مقالات البلخي ادلة على الله وحججج، وذلك أن قولنا: "إن الكفر دليل على الله وحجة له" مدح الكفر وحسن وصفي له، واتهام أن الله جل ذكره قد رضيه وأمر به، أو قد خلقه ل وتولى فعله، فلذلك نقول: إن الكفر دليل على الله ولا حجة له، وإن كنا نقول: ان الأعراض أدلة على الله جل ذكره.
قالوا: وخصومنا يزعمون أن الأجسام أدلة على الله وحجخ له، والكفار أجسام، ولا يقولون: إن الكفار حجع لله وأدلة عليه، ولا إن الله دل خلقه بالكفار به والشاتمين له.
قالوا: ولو أن رجلا وعد رجلا أن يمضي في حاجة لله فيها رضا وهي له جل ذكره طاعة، فقال: موعد بيني وبينك إذا سمعث صوت الناقوس لكان قد جعل صوت الناقوس دليلأ لصاحبه على وقت موعده، وضرب التاقوس كفر وشرك، ولا يجوز أن يقال: إن الكفر والشرك أدلة المؤمنين على طاعتهم والإيمان برئهم وحجج لهم في برهم وتقواهم؛ لأن في الكفر والشرك دفعا للمؤمنين في أديانهم وإيمانهم لما في ذلك من إيهام الخطا.
قالوا: ولو أن فاسقا واعد فاسقة للفسوق، فقال: موعذ ما بيني وبينك إذا أذن المؤذن للضلاة صلاة الغداة، وكان قد جعل الأذان دليلا على موعده، (22)ب) فلا يجوز أن/ يقال: إن الإيمان بالله والطاعة له دليل للفساق على فسقهم وفجورهم، وإن التوحيد والتكبير والتهليل وذكر النبي صلى الله عليه أدلة للفجارعلى فجورهم.
قالوا: وفيمن خالفنا في هذا الباب من يزعم أن الكافر هو إنسان، وكفر الإنسان عنده دليل على الله، فيجب عليه أن يزعم أن الكافر دليل على الله
Bogga 298