============================================================
مقالات البلخى وقال قوم من الروافض: إن الأنبياء لا يذنبون على وجه من الوجوه، ولا يأتون صغيرة ولا كبيرة ولا كل ما في القرآن مما ظاهره معانيه لهم، فإن المعني به غيرهم من آمتهم.
القول في العلم بالله جل ذكره من جهة، والجهل به من جهة أخرى: أجاز ذلك قوم وقالوا: إن الجهات التي تعلم وتجهل منها إنما هي للعلم والجهل، وهي الاستدلال الصحيح والاستدلال الخطأ، وإن سئلواعن رجل علم أن الله موجود وجهل أنه عالم، قالوا: فهذا قد علمه من جهة إذ كان استدلاله على أنه عارف موجود بالاستدلال الصحيح المؤدي إلى العلم بذلك، ولكنه لا يطلق له اسم عارف بالله ولا عالم به، وهو كافر، وليس بمؤمن؛ لأنه ليس كل من فيه معرفة بالله يسمى عارفا عالما، ويطلق له هذا الاسم، كما أنه ليس كل من فيه إيمان يسمى مؤمنا، وكل من فيه بياض يسقى أبيض.
وأنكر ذلك قوم وزعموا أن هذا القول يوجب أن لله جهات وأنه محال أن يكون الشيء الواحد معلوما مجهولا في حال، قالوا: ولو جاز ذلك، جاز أن يكون فعل واحد مقدورا عليه معجوزا عنه في كل حال.
القول في دلالة(1) الكفر وسائر أفعال العباد على الله: قال أبو الحسين: إن هشاما وعبادا كانا يزعمان أن شيئا من ذلك لا يدل على الله عز وجل؛ لأن الأعراض لا تدل عليه، قالوا: فلو كانت الأعراض أدلة على الله وفي الأعراض المعاصي لله والكفر، لكان الكفر بالله والشرك به والفرية (1) في الأصل: في جلالة.
Bogga 296