288

============================================================

مقالات البلخي تثبت بأقل من سبعين من المخبرين، وذكر أنه لا يعرف لهم حجة إلا قوله: وأختار موسى قومد سبعين رحلا لميقلينا} [الأعراف: 155). وأنه إنما اختار هذا العدد ليجعل خبرهم حجة على سائر قومه.

وحكى زرقان أن الرافضة تقول: إن الحجة لا تثبت إلا بخبر الإمام. وهذا فيما أظن قولهم في الأحكام والشرائع، وأحسبهم لا يبطلون التواتر ويجعلونه حجة، وقد أجابني بعضهم بأن الحجة في الخبر عن الإمام هو الخبر المتواتر.

وقالت الإباضية: الخبر في نفسه هو الحجة على من سمعه أن يقبله، أداه إليه ثقه أو غير ثقة. وأحسب غيرهم من الخوارج يقول ذلك.

ثم قال جعفر بن حرب: زعم أبو عبد الوحمن صاحب أبي الهذيل: أن الحجة خمسة فصاعدا إلى عشرين يضطؤ الله عند قولهم، هم الأولياء في الغيب، لا يجوز أن يلقوا(1) وحدهم دون أن يكون معهم سادسن: لكنها الشيك في الخمسة، فلا أدري أنهم الأولياء بأعيانهم.

قال: ولما رأيث الأمة أجمعت على الشك في خبر الأربعة علمت أنها ليست بحجة، ولا بد من حجة، فقلت: إنها خمسة فصاعدا.

قال: والعشرون حجة فصاعدا؛ لقول الله: ان يكن منكم عشرون صبرون يغلبوا مائنين } [الأنفال: 65)، فلم يبخ لهم دماءهم إلا وهم عليهم حجة. وقال في عشرين فمنهم النبيي صلى الله عليه، إلا أن النبي هو الحجة دونهم. وقال في مؤمن لقي مشركا: إنه حرام عليه قتله، إلا أن تكون الحجة قد قامت على المشرك قبل ذلك.

(1) في الأصل: يلقوى.

Bogga 288