The Mansuri on Medicine

Abu Bakr Al-Razi d. 313 AH
85

The Mansuri on Medicine

المنصوري في الطب

اللحم أقوى الأغذية وأكثرها إغذاء، يخصب البدن ويقويه. ومن أدمنه كثر في الامتلاء واحتاج إلى مواترة الفصد ولا سيما إن أدمن الشراب معه. لحوم الحيوانات المسنة الهرمة والأجنة التي تستخرج من بطون الحيوانات: الحاملة المذبوحة: رديئة لا خير فيها ولا في أكلها. وأما ما بين ذلك. فكلما كان الحيوان أطرى فلحمه أرطب وهو خير، وكلما كان أسن فلحمه أيبس وهو شر. وكلها تسخن ولا تصلح للمحمومين ولا من به امتلاء. اللحم الأحمر : أغذى من السمين وأقل فضولا وأشد زيادة في القوة. والغليظ منها يصلح لمن يكد ويتعب. واللطيف لمن حاله بضد ذلك. لحوم الجدي: معتدلة تبرئ من كل داء، تولد دما معتدلا جيدا غير أنه لا يصلح لمن كثر تعبه ونصبه. ولا ينبغي أن يختار عليه من حاله ضد هذه الحال. فإنه ليس يبلغ من ضعفه أن يسقط القوة ويهدمها البتة. ولا يبلغ من كثرة إغذائه ومن غلظه أن يملأ البدن ويولد فيه دما غليظا. بل الدم المتولد منه بين الرقيق والغليظ والحار والبارد. لحوم الحملان: أغلظ من لحوم الجداء وأقوى وأسخن وأكثر فضولا. وهو تال للحم الجداء في الجودة. لحوم الماعز: أبرد من لحم الضأن وأقل فضولا وأقل قوة وإغذاء ولا تصلح لأصحاب الأمزجة الباردة. والذين تعتريهم العلل الباردة فإن لحوم الضأن أوفق لهم. كما أن لحم الماعز أوفق للذين أمزجتهم حارة رطبة وتتقاعدهم الأمراض الحارة الامتلائية. لحم البقر: غليظ كثير الإغذاء يتولد منه دم منتن غليظ ولا يصلح إلا لمن يكثر كده وتعبه ولا ينبغي أن يأكله من يعتريه أمراض سوداوية. لحم الدابة: حار غليظ يتولد منه دم غليظ تؤول عاقبته إلى السوداء. لحم الجزور: شديد الحرارة يتولد منه دم غليظ أيضا، وتؤول عاقبته إلى السوداء وليس من هذه اللحوم الثلاثة شيء يصلح لمن لا يكد ولا يتعب. ولحم البقر أصلحها على كل حال. لحم الظباء: أصلح لحوم الصيد. والدم المتولد منه قليل الفضول يابس يميل إلى السوداء. لحوم التيوس الجبلية: أغلظ وأقرب إلى السوداوية وكذلك لحم الأيل والحمر الوحشية. إلا أن لحم الحمر الوحشية يسخن مع ذلك إسخانا ظاهرا. وكل هذه اللحوم تولد دما سوداويا ولا سيما لحوم الأرانب فإنها أكثر توليدا للسوداء. لحم الطيهوج: أخف لحوم الطير وأجودها لمن يريد أن يلطف تدبيره. لحم الدراج: تال له في ذلك. وهو قليل الفضول. ليس له كثير إسخان. ويتلوه لحم فراريج الدجاج ثم التدارج فإنها مثل لحم الدجاج. لحم الدجاج: يولد دما جيدا ويزيد في المني إلا أنه أيبس وأقل غذاء. لحم القبج: أغلظ من هذه ويمسك البطن. وهو قوي الإغذاء جدا. لحوم القنابر: تمسك البطن. لحوم العصافير: حارة تهيج الباه. وكذلك لحم الفراخ فإنها قوية الحرارة ويتولد منها دم مشتعل يسرع إلى الحميات. لحوم البط: أكثر هذه كلها فضولا وأوخم وأشد حرارة. وليس هو أكثر إغذاء من لحم الدجاج. لحوم الكراكي: غليظة عضلية تولد دما سوداويا. لحم النعام: أغلظ منه. لحم القطا والطيور الجبلية: كلما كان أشد حمرة وسوادا، فهو أشد إسخانا وأميل إلى توليد الدم السوداوي. وما كان منه له رائحة كريهة فإن ما يتولد منه من الدم فهو رديء ولا ينبغي أن يؤكل منه البتة. لحوم طيور الماء والآجام: كثيرة الفضول وما كان منها له رائحة كريهة فهو أردأ.

في قوة أعضاء الحيوان:

Bogga 135