265

الكفاية في الهداية

الكفاية في الهداية

Noocyada

============================================================

نور الدين الصابوني وقوله: ولولا أن تبتثلك لقد كدت تركن إلتهر شييا قليلا1 قال أهل التأويل: طلب الكفار منه تعظيم أصنامهم وزجر أصحابه عن شتمهم والاستخفاف بهم، ويعدونه أنك لو فعلت ذلك لعبدنا ربك وآمنا بك، فأنزل الله تعالى هذه الآية.2 وفيها تقرير عصمته إذا التثبيت4 يوجب التأكيد على المعنى الموجود. فمن الله تعالى عليه بإدامة العصمة وتاكيدها كما من عليه بتأييده العصمة فلا يكون مضطربا في أمره كضعيف القلب تارة يميل إلى الحق وتارة يميل إلى الباطل على حسب ما يتراءى1 له من وهمه وليس له من قوة اليقين ما يميز بين الوهم والفهم. وليس كلما يسنح في الخاطر يعمل به حتى يعرف أنه من أي مأخذ يهيج: من الوهم أو من العقل والفهم. ثم في حق النبي ظي لا يخلو إما أن يتراءى" له خسن ما أشاروا إليه حتى كان يميل إليه - وهذا لا يتوهم من رسول الله ايخل 1221و] أو مال إليه لخوف أو طمع في إيمانهم لحرصه على إيمان الخلق فمن الله عليه بعصمته حتى لم يركن إليهم فيما دعوه. وقوله: {شيئا قليلا}، يعني أنك لو لم تكن في مقام عصمتي ونبوتي وكنت في مقام العبودة1 لا تركن إليهم بواحدة، لأنك تعرف بطلان دعواهم فلا تميل إليهم كل الميل بل شيئا قليلا بقدر الحاجة والمصلحة. ولكنا11 عصمناك حتى لا تميل إليهم ولا توافقهم في القليل والكثير فلا يقتدي"1 بك أحد من المؤمنين. ثم تثبيت الله تعالى إياه كان تشبيتا لسره حتى لم يتعلق بشيء من عادات البشر12 فلم يتكذر بالاختلاط فيما لله14 ولغيره، سورة الاسراء، 74/17.

لباب التأويل في أسباب النزول للسيوطي، ص 380.

3 في النسختين: إذا.

م: اثبت ما.

في النسختين: ما يتراياء 5ل: تأييد؛ م: بابتداء.

ل: يسبح؛ م: كل ما سبخ 1 في النسختين: يترايا.

6م: أنه مال: 1: العبادة.

12 م: فلا تقتدي: 11م: ولكن: 13 م: الكسر 1م: الله:

Bogga 265