130

Al-Hadith wal-Muhaddithun

الحديث والمحدثون

Lambarka Daabacaadda

الأولى ١٣٧٨ هـ

Sanadka Daabacaadda

١٩٥٨ م مطبعة مصر شركة مساهمة مصرية

Noocyada

أولا: مواظبته على حضور مجالس النبي ﷺ، فقد روى الشيخان وغيرهما أن أبا هريرة قال: إنكم تزعمون أن أبا هريرة يكثر الحديث عن النبي ﷺ، إني كنت امرأ مسكينا صحب النبي صلى الله علهي وسلم على ملء بطني، وكان المهاجرون يشغلهم الصفق في الأسواق، وكانت الأنصار يشغلهم القيام على أموالهم، فحضرت من النبي ﷺ مجلسا فقال: من بسط رداءه حتى أقضي مقالتي، ثم يقبضه إليه فلن ينسى شيئا سمعه مني، فبسطت بردة علي حتى قضى حديثه، ثم قبضتها إلي فوالذي نفسي بيده ما نسي منه شيئا بعد".
ثانيا: رغبته الشديدة في تحصيل العلم، حتى نالته دعوة النبي ﷺ، ألا ينسى شيئا من العلم، فبز أقرانه في كثرة الحديث، عن النبي ﷺ، مع أنه لم يصحبه سوى ثلاث سنين.
روى النسائي في باب العلم من سننه: "أن رجلا جاء إلى زيد بن ثابت، فسأله عن شيء فقال: عليك أبا هريرة، فإني بينما أنا جالس وأبو هريرة وفلان في المسجد ذات يوم ندعو الله ونذكره، إذ خرج علينا النبي ﷺ، حتى جلس إلينا فسكتنا فقال: "عودوا للذي كنتم فيه" قال زيد: فدعوت أنا وصاحبي قبل أبي هريرة، وجعل رسول الله ﷺ يؤمن على دعائنا. ثم دعا أبو هريرة فقال: اللهم إني أسألك ما سألك صاحباي، وأسالك علما لا ينسى، فقال رسول الله ﷺ: "آمين"، فقلنا يا رسول الله: ونحن نسأل الله تعالى علما لا ينسى فقال: "سبقكم بها الغلام الدوسي"، وروى البخاري في باب الحرص على الحديث من كتاب العلم، عن أبي هريرة أنه قال: يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة، قال رسول الله ﷺ: "لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك لما رأيت من

1 / 133