129

Al-Hadith wal-Muhaddithun

الحديث والمحدثون

Lambarka Daabacaadda

الأولى ١٣٧٨ هـ

Sanadka Daabacaadda

١٩٥٨ م مطبعة مصر شركة مساهمة مصرية

Noocyada

إحسانا للظن بهم، ونظرا إلى ما تمهد لهم من المآثر، وكأن الله ﷾ أتاح الإجماع على ذلك لكونهم نقلة الشريعة". ا. هـ.
عدد الصحابة:
هذا وأصحاب رسول الله ﷺ كثيرون جدا، ولا يعرف عددهم على اليقين، ومن حدهم من العلماء فإنما أراد التقريب.
روى البخاري في صحيحه أن كعب بن مالك، قال في قصة تخلفه عن غزوة تبوك: "وأصحاب رسول الله ﷺ كثير لا يجمعهم كتاب حافظ"، وقيل لأبي زرعة: أليس يقال حديث رسول الله ﷺ أربعة آلاف حديث؟ قال: هذا قول الزنادقة، ومن يحصي حديث رسول الله ﷺ؟ قبض رسول الله عن مائة ألف وأربعة عشر ألفا من الصحابة ممن روى عنه، وسمع منه فقيل له: هؤلاء أين كانوا وأين سمعوا منه؟ قال: أهل المدينة، وأهل مكة ومن بينهما والأعراب ومن شهد معه حجة الوداع كل رآه وسمع منه بعرفة". ا. هـ.
ومن هذا ترى أن الرواة من الصحابة، عن رسول الله ﷺ كثير جدا -لذلك نكتفي بذكر بعضهم ممن اشتهروا بالحديث، مقتصرين على الناحية الحديثية لكل راو مع إجمال الكلام على حياته العامة، فنقول:
أبو هريرة:
هو، عبد الرحمن بن صخر وكنيته أبو هريرة، أسلم وقدم على النبي ﷺ عام خيبر سنة سبع من الهجرة في المحرم. وهو أحفظ من روى الحديث في دهره بشهادة الإمام الشافعي ﵁ وغيره، مع قلة صحبته لرسول الله ﷺ، والسر في ذلك أمور نذكرها لك:

1 / 132