17

The Jurisprudential Lessons According to the Shafi'i School

الدروس الفقهية على مذهب السادة الشافعية

Daabacaha

مطبعة الاستقامة

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

1352 AH

اخْتِيَارِيٌّ يَكُونُ سَبِيلًا لِلثَّوَابِ أَوِ الْعِقَابِ.

إيضاح

يا ولدي، إنك لترى كثيرًا من الناس قد أنعم الله عليهم بالعافية ورزقهم المال الكثير وآتاهم من فضله، وهم - مع هذا كله - يجحدون نعمة الله، ولا يبالون بأوامره: فهم يأتون من المنكر ما أمر الله بالانتهاء عنه، وترى أيضًا قومًا لا مال لهم ولا ضياع يؤدون حق الله، ويبتعدون عما نهى الله، ويصبرون على ما أصابهم، وكم ترى من الناس من يعتدي على غيره فيسلبه حقوقه معتزًا بقوته مرتكنًا إلى سطوته، فهل تظن أن الذي خلق هذا العالم على هذا النظام البديع والصنعة المحكمة، قد أهمل أمر العدل والمساواة بين الناس؟ كلا، إنه سبحانه قد فرق بين الناس في هذه الدنيا ليبلوهم أيهم أحسن عملًا، ثم يردهم إلى يوم يناقشهم فيه الحساب، ويعدل فيه بينهم: فيأخذ للمظلوم حقه من ظالمه، ويجازي المسرف على نفسه في الدنيا بالعذاب الأليم، والمحسن بالنعيم المقيم. ليتكافأ أمر الناس، والعقل السليم يقضي بهذا، وقد أخبرنا الله تعالى على لسان نبيه به، وهو أمر هين على من أوجد العالم من غير سابقة؛ فكان الإيمان به أمرًا لازمًا.

يا بني، وهل تظن أن شيئًا من الأشياء يحصل في هذا الكون بغير

(٢)

17