al-Athar al-Marwiyah fi sifat al-Ma'iyyah

Muhammad ibn Khalifa Al-Tamimi d. Unknown
6

al-Athar al-Marwiyah fi sifat al-Ma'iyyah

الآثار المروية في صفة المعية

Daabacaha

أضواء السلف،الرياض

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٢هـ / ٢٠٠٢م

Goobta Daabacaadda

المملكة العربية السعودية

Noocyada

وقال الإمام ابن القيم ﵀: " ... فمعية الله تعالى مع عبده نوعان عامة وخاصة وقد اشتمل القرآن على النوعين وليس ذلك بطريق الاشتراك اللفظي بل حقيقتها ما تقدم من الصحبة اللائقة"١. وقال في موضع آخر: " ... فمن المعية الخاصة قوله ﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾، ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾، ﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ﴾، ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾ ٢، ﴿لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا﴾، ومن العامة ﴿وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ﴾، وقوله ﴿مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ﴾ الآية"٣. وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي ﵀: "ومعيته مع أهل طاعته خاصة فهو سبحانه مع الذين اتقوا والذين هم محسنون. فالمعية العامة تقتضي التحذير من علمه واطلاعه وقدرته وبطشه وانتقامه. والمعية الخاصة تقتضي حسن الظن بإجابته ورضاه وحفظه وصيانته"٤. وقال الشوكاني ﵀ في شرح حديث "أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني". قال: "فيه تصريح بأن الله تعالى مع عباده عند ذكرهم له، ومن مقتضى ذلك أن ينظر إليه برحمته، ويمده بتوفيقه وتسديده، فإن قلت: هو مع جميع عباده كما قال ﷾ ﴿وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ﴾، وقوله جلّ ذكره ﴿مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ﴾ الآية.

١ مختصر الصواعق ٢/٢٦٦. ٢ البقرة ١٩٤. ٣ مختصر الصواعق ٢/٢٦٦-٢٦٧. ٤ فتح الباري لابن رجب ٢/٣٣٤.

1 / 13