171

Al-'Adhb an-Nameer min Majalis ash-Shanqeeti fi at-Tafseer

العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير

Baare

خالد بن عثمان السبت

Daabacaha

دار عطاءات العلم (الرياض)

Lambarka Daabacaadda

الخامسة

Sanadka Daabacaadda

١٤٤١ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)

Goobta Daabacaadda

دار ابن حزم (بيروت)

Noocyada

و(قد) في قولِه: ﴿قَدْ نَعْلَمُ﴾ هي للتحقيقِ (^١)، أي: لتحقيقِ عِلْمِ اللَّهِ جل وعلا. وما جاءَ على ألسنةِ علماءِ العربيةِ (^٢) من أن (قد) إذا دَخَلَتْ على المضارعِ أنها تكونُ للتقليلِ، وأنها تارةً تكونُ للتكثيرِ كـ «رُبَّمَا»، وَاسْتَدَلُّوا بأنها تكونُ تارةً للتكثيرِ بقولِ الشاعرِ (^٣): قَدْ أَتْرُكُ الْقِرْنَ مُصْفَرًّا أَنَامِلُهُ كَأَنَّ أَثْوَابَهُ مُجَّتْ بِفُرْصَادِ وقول الآخَرِ (^٤): أَخِي ثِقَةٍ لَا تُتْلِفُ الْخَمْرُ مَالَهُ وَلَكِنَّهُ قَدْ يُتْلِفُ الْمَالَ نَائِلُهْ قالوا: «قد يُتلفُ المالَ» أي يَكثُر مِنْ نَائِلِهِ إتلافُ المالِ، وكذلك يَكْثُرُ في هذا المفتخرِ بقتلِ الأقرانِ: قتلُ الأقرانِ. كُلُّ هذا خلافُ التحقيقِ في هذه الآيةِ؛ لأن (قد) فيها للتحقيقِ، يُبَيِّنُ اللَّهُ لِخَلْقِهِ مُحَقِّقًا لهم أن عِلْمَهُ مُحيطٌ بما ذَكَرَ أنه يَعْلَمُهُ، وهو كثيرٌ في

(^١) انظر: الدر المصون (٤/ ٦٠١). (^٢) في هذه المسألة انظر: البحر المحيط (٤/ ١١٠)، الدر المصون (١/ ٤١٢)، (٤/ ٦٠٢)، الخزانة (٤/ ٥٠٢)، البرهان للزركشي (٢/ ٤١٧)، قواعد وفوائد لفقه كتاب الله تعالى ص٤٥. (^٣) البيت لعبيد بن الأبرص وهو في الكتاب لسيبويه (٤/ ٢٢٤)، البحر المحيط (٤/ ١١٠)، الخزانة (٤/ ٥٠٢)، الدر المصون (١/ ٤١٢). واصفرار الأنامل هنا كناية عن الموت. والفرصاد: ماء التوت، أي من الدم. (^٤) البيت لزهير. وهو في البحر المحيط (٤/ ١١٠) الدر المصون (٤/ ٦٠١، ٦٠٢) والمُثبت فيهما: «ولكنه قد يُهْلِكُ».

1 / 175