روى الخطيب البغدادي (2) بإسناده عن إبراهيم الحربي قال: كان أحمد بن حنبل يوجه في كل جمعة بحنبل بن إسحاق إلى ابن سعد يأخذ منه جزءين من حديث الواقدي ينظر فيهما إلى الجمعة الأخرى ثم يردهما ويأخذ غيرهما. والواقدي حكم عليه ابن حجر بأنه متروك الحديث، ومع ذلك فانه لخص مغازيه لنفسه فكان يحتفظ بها. ونقل أقوالا عن الواقدي في الأخبار المتعلقة بأحداث السيرة في مؤلفاته كالإصابة وفتح الباري، كما انه اقتبس عن ابن زبالة ونقل عنه في ثمانية مواضع في الإصابة.
ولاشك أن إهمال كل المعلومات التي ذكرها الواقدي وابن زبالة وأمثالهما تعد خسارة كبيرة وذلك لغزارتهما ولقيمتهما التاريخية الكبيرة ولاشك أيضا انه لا يمكن التعويل عليهما وعلى أمثالهما في أمور العقيدة والشريعة، لكن من التعسف الذي لا مبرر له أن ترفض الأخبار التي رووها جملة بحجة انهما متروكان في الحديث ولو قارنا بينهما وبين مدوني الأخبار التاريخية عند الأمم الأخرى لبان فضلهما وعلا شأنهما عليهم. كما أن الروايات التاريخية التي تستند إليها تواريخ الأمم الأخرى دون أسانيد، وأن الإسناد من خصائص الأمة الإسلامية لم تسبق إليه ولم تدرك فيه (1).
Bogga 66