إذا كان رب البيت للطبل ضاربا ... فلا تلم الصبيان فيه على الرقص
فإن سأل سائل عن هذا العلم من أين اكتسبه الشيخ؟ فلا يخلو الحال إما أن يقال: إنه استنبطه من كتاب الله وسنة رسوله؛ لكونه مجتهدا وإما أن يقال: اكتسبته من العلماء؛ تقليدا لهم من غير نظر في دليل فإن قيل بالأول رد ذلك؛ لأنه ليس في القرآن ولا في السنة ما يشير إلى ما ذهب إليه ولا أظنه يدعيه، وإن قيل بالثاني يسأل أيضا لم ترك الاجتهاد وهو يأمر به غيره فيصدق عليه ﴿أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم﴾ ولم ذا قلد وهو ينهى الناس عن التقليد ويغلظ في ذلك القول فيصدق عليه أيضا:
لا تنه عن خلق وتأتي مثله ... عار عليك إذا فعلت عظيم
ثم يسأل عن مشايخه الذين قلدهم في هذا العلم أهم مسلمون أم لا؟ فإن قيل بالأول رد ذلك أيضا؛ لأن المسلمين بريئون من هذا العلم الذي أبرزه الشيخ، وإن قيل بالثاني وهو الواقع حسبما يأتي إن شاء الله تعالى يسأل أيضا لم يأخذ عن علماء المسلمين وأخذ عن غيرهم أظن أنه يجاب عنه بلا توقف؛ لوثوقه بعلمهم دون المسلمين؛ لأن علمهم مستفاد من الآثار المسندة إلى الرسول والصحابة والتابعين، وعلم غيرهم مستفاد بالنظارات البلورية المعظمة فينتج عن ذلك أن الشيخ مقلد لا مجتهد ومقلده كافر لا مسلم، فتشنيعه على التقليد أشنع وأفظع عند من يعقل ويتبين من هذا وأمثاله أن الشيخ محمد عبده شهرته أكثر من علمه وأن كل دعوى ادعاها هو أو غيره له لا نسلم والمحك يفسدها رجوع لما نحن بصدده، ثم استدل على جذب الشمس للسيارات وجذب الكواكب بعضها لبعض بقوله: ﴿أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها﴾ وبقوله: ﴿والسماء ذات الحبك﴾
1 / 63