بل بخلوه مما يطلق عليه في الدنيا اسم الأعلى والأسفل، وقال في الانفطار: ﴿إذا السماء انفطرت﴾ أي: انشقت، وجاء في سورة الفرقان: ﴿يوم تشقق السماء بالغمام﴾ وانشقاق السماء انصداع نظامها فلا يبقى أمر ما فيها من الكواكب على ما تراه اليوم، وقال في الانشقاق: وانشقاق السماء مثل انفطارها الذي مر تفسيره في سورة إذا السماء انفطرت وهو فساد تركيبها واختلال نظامها عندما يريد الله خراب هذا العالم الذي نحن فيه وهو يكون بحادثة من الحوادث التي قد ينجر إليها سير العالم، كأن يمر كوكب في سيره بالقرب من آخر فيتجاذبا فيتصادما فيضطرب نظام الشمس بأسره، ويحدث من ذلك غمام وأي غمام يظهر في مواضع متفرقة من الجو والفضاء الواسع، فتكون السماء قد تشققت بالغمام واختل نظامها حال ظهوره، وقال في سورة البروج: أقسم سبحانه أولا بما فيه غيب وشهود وهو السماء ذات البروج، فإن كواكبها مشهود نورها مرئي ضوءها معروفة حركاتها في طلوعها ومغيبها يحسر البصر، والسماء ما علاك مما تسميه بهذا الاسم وفيه البروج تشاهدها، ولكن فيها غيب لا نعرفه بالحس وهو حقيقة الكواكب وما أودع الله فيها من القوى وما أسكنها من الملك أو غيره، كل ذلك غيب لا تدركه حواسنا، وإن وصل إلى الاعتقاد بشيء منه عقلنا ثم أقسم جل شأنه بما هو غيب صرف وهو اليوم الموعود، وقال في تفسير والسماء والطارق: يقسم سبحانه بالسماء وقد قلنا أنها كل ما علانا، فهو قسم بالعالم العلوي، وقال في الغاشية: ورفع السماء إمساك ما فوقك من شموس وأقمار ونجوم كل منها في مدار لا يختل سيره ولا يفسد نظامه، وقال في تفسير ﴿والسماء وما بناها﴾: السماء اسم لما علاك وارتفع فوق رأسك، وأنت
1 / 61