وسمعت بعض مشايخ القيروان يقول حج المنصور فرأى صغر المسجد الحرام وشعثه وقلة معرفتهم بحرمته ورأى الأعرابي يطوف بالبيت على بعيره وبجاويه فساءه ذلك وعزم على شراء ما حوله من الدور وزيادتها فيه وتفخيمه وتجصيصه فجمع أصحابها ورغبهم في الأموال الجمة فتأبوا عن بيعها وضنوا بجوار """""" صفحة رقم 101 """"""
بيت الله الحرام فاهتم لذلك ولم يجز أن يغصبها عليهم ولم يظهر للناس ثلاثة أيام وتحدث الناس بذلك وأبو حنيفة في تلك السنة حاج ليس له بعد ذكر ولا ظهر الناس على فقهه وصائب رأيه قال فقصد خيامه وكانت بالأبطح فسأل عن أمير المؤمنين وما الذي غيب شخصه فذكر القصة فقال هذا باب هين لو قد لقيته عرضته عليه فأنهي ذلك إليه فأمر بإحضاره فلما سأله عن ذلك قال أبو حنيفة يحضرهم أمير المؤمنين ويسألهم أهذه الكعبة نزلت عليكم أم أنتم نزلتم عليها فإن قالوا نزلت علينا كذبوا لأن منها دحيت الأرض وإن قالوا نحن نزلنا عليها فجوابهم أنه قد كثر زوارها وضاقت ساحتها فهي أحق بفنائها ففرغوه لها فلما جمعهم وسألهم قال سفيرهم وكان رجلا هاشميا نحن نزلنا عليها قال ردوا فناءها فقد كثر زوارها واحتاجت إليه فبهتوا ورضوا بالبيع
الطائف
Bogga 101