Ahsan al-taqasim fi maʿrifat al-aqalim
أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم
فصلا يغنى اولى البصائر عن الاحتجاج في هذا الباب أراد به تصحيح ما صور لا وضع الكور لان أحدا لم يتقدمنا الى تفصيل كور الأقاليم وهو انه قال ليس في جمع هذه الاطراف بعضها الى بعض ولا في تفريقها كبير درك غير الابانة عما في اعراضها من المدن والأنهار وسهولة العبارة في التفصيل والصور ولعمري قد صدق ليس فيه إبطال حق ولا إثبات ألم تعلم ان صدور الأمة قد رأوا آراء وقدموا واخروا وورثوا وحرموا واحلوا وحرموا وجوزوا وأبطلوا وتلقاه الناس بالقبول وسكنت اليه قلوبهم ولم ينكر هذا عليهم عاقل بل به امر النبي (صلى الله عليه وسلم) معاذا لما بعثه الى اليمن وعمل به الصحابة فلا عجب ان نرى نحن أيضا في هذا العلم آراء ويكون لنا فيه قياس واختيار، فاختيارنا ان نجعل الصغد من جملة سمرقند ومدنها من اجنادها وننصبها مصرا لهذا الجانب لأنها أقدم وأوسع وأكثر رساتيق، فان قال قائل لم لم تجعل المصر بخارا إذ هي دار المملكة وموضع الدواوين قيل له كون الملوك بها لا يوجب ان تكون هي المصر لان بخارا بلد تبركت به ملوك آل سامان ورحلوا اليه من سمرقند وأيضا فإنه لا يجوز ان نجعل سمرقند ونيسابور على جلالتهما قودا لبخارا لان هذه العلة التي ذكرت توجب ان تكون نيسابور أيضا قائدا لبخارا، فان قال أليس لما نزل ولد العباس مدينة السلام صارت مصر الإقليم فهلا قست عليها بخارا قيل له الجواب عن هذا سهل وذلك ان أمصار العراق محدثة ابدا ينسخ في الإسلام بعضها بعضا الا تعلم انه كانت الكوفة ثم الأنبار ثم بغداد ثم صارت سامرا ثم عادت الى بغداد وأمصار المشرق قديمة لا ينقص بعضها بعضا، فان قال
Bogga 270