Riyooyinkii Aabbahay: Sheeko Hiddo iyo Dhaxal
أحلام من أبي: قصة عرق وإرث
Noocyada
توقفت الحافلة في موقف سيارات الكنيسة، وذهب ويل لمقدمة الحافلة. وشكر الجميع على الحضور وحثهم على اشتراكهم المستمر. وقال: «إن طريقنا طويل، لكن أحداث الليلة أوضحت لي ما يمكننا فعله عندما نضعه نصب أعيننا. إن الشعور الطيب الذي ينتابكم الآن علينا أن نحافظ عليه حتى نرى حينا هذا واقفا على قدميه من جديد.»
ابتسم بعض الناس وصدقوا على صحة هذا الحديث. لكن عندما نزلت من الحافلة سمعت امرأة خلفي تهمس إلى صديقتها قائلة: «إنني لست في حاجة إلى سماع أي شيء عن الحي. أين الوظائف التي يتحدثون عنها؟» •••
بعد هذا الاجتماع الحاشد بيوم واحد قرر مارتي أنه حان الوقت لأن أنفذ عملا حقيقيا ذا قيمة. ولذا سلمني قائمة طويلة بأسماء بعض الأفراد لإجراء مقابلات معهم. وقال لي إن علي أن أعرف اهتماماتهم الشخصية. وهذا هو سبب اشتراك الناس في عملية التنظيم، حيث يعتقدون أنهم سيستفيدون منها. وبمجرد أن كنت أجد قضية يهتم بها عدد كاف من الناس كنت أدفعهم لاتخاذ أفعال. فيمكنني البدء في اكتساب السلطة في ظل تنفيذ عدد كاف من الإجراءات.
القضايا، والإجراءات التنظيمية، والسلطة، والاهتمامات الشخصية. كم أحببت هذه المفاهيم! إنها تنم عن عند وصلابة من نوع معين، وتدل على التخلي - القائم على الخبرة بأمور الحياة والناس - عن العواطف، وتشير في مجملها إلى السياسة وليس إلى الدين. وعلى مدار الأسابيع الثلاثة التالية عملت ليلا ونهارا، أحدد مواعيد المقابلات مع الناس قبل أن أجريها معهم. وكانت هذه الوظيفة أصعب مما توقعت. وكنت أشعر بمقاومة ذاتية كلما رفعت سماعة الهاتف لأحدد مواعيد المقابلات؛ إذ كانت تقفز إلى مخيلتي صور المكالمات الهاتفية التي كان جدي يجريها لبيع خدمات التأمين على الحياة، ونفاد صبر الطرف الآخر على سماعة الهاتف، والمشاعر الحزينة عندما لا يرد أحد على رسائلي الصوتية. كنت أجري معظم مقابلاتي في المساء والتي كانت زيارات منزلية، وكان الناس يشعرون بالإرهاق دائما بعد يوم عمل كامل. وفي بعض الأحيان كنت أصل إلى مكان المقابلة لأكتشف أن الشخص المفترض أن أقابله نسي الميعاد المحدد بيننا، وكان علي أن أذكر هذا الشخص بمن أكون وهو ينظر إلي بارتياب من خلف باب موارب.
ومع ذلك، لم تكن هذه الأمور سوى صعوبات ثانوية. فبمجرد أن كنت أتغلب عليها كنت أجد أن الناس لا يمانعون في انتهاز أية فرصة للتعبير علنا عن آرائهم بخصوص عضو مجلس مدينة ليس له نشاط يذكر، أو جار رفض أن يجز العشب من أمام منزله. وكلما أجريت عددا أكبر من المقابلات زاد سماعي لموضوعات وقضايا بعينها متكررة. مثلا علمت أن معظم الناس في المنطقة كانوا قد تربوا في أقصى الشمال أو في الجانب الغربي من شيكاغو، في مناطق السود الضيقة التي أنشأتها الاتفاقيات المقيدة للحرية على مدار معظم الفترات في تاريخ المدينة. وكان الناس الذين تحدثت معهم لهم بعض الذكريات الرائعة عن ذلك العالم المستقل بذاته، لكنهم كانوا يذكرون أيضا افتقارهم إلى الدفء والضوء والمساحة الكافية لأن تجعلهم يتنفسون هواء الكون، علاوة على رؤية والديهم وهم يكدحون في العمل البدني.
سار البعض على نهج آبائهم في العمل بمصانع الصلب أو في خطوط التجميع، لكن الغالبية عملوا في وظائف سعاة بريد وسائقي حافلات ومدرسين وإخصائيين اجتماعيين، مستفيدين في هذه الوظائف من التطبيق الفعال لقوانين عدم التفرقة في القطاع العام. وكانت لهذه الوظائف مزاياها وقدمت قدرا كافيا من الشعور بالأمان فيما يتعلق بالتفكير في أخذ قرض للحصول على مسكن. وفي ظل سن قوانين إسكان عادلة، بدأ هؤلاء - واحدا تلو آخر - في شراء منازل في روزلاند ومناطق أخرى مجاورة يقطنها البيض. وهم لم يفعلوا ذلك لأنهم كانوا يريدون الاختلاط بالبيض بل لأن المنازل هناك كانت رخيصة وتشتمل على أفنية صغيرة لأطفالهم، وأيضا لأن هذه المناطق احتوت على مدارس أفضل ومتاجر ذات أسعار أرخص، وربما أيضا لأنهم كانوا يستطيعون شراءها فحسب.
عندما كنت أستمع لهذه القصص كنت في الغالب أتذكر القصص التي كان جداي وأمي يحكونها لي؛ قصص الكفاح والهجرة والسعي وراء الحصول على شيء أفضل. لكن في الواقع كان هناك اختلاف لا يمكن على الإطلاق تجاهله بين ما كنت أسمعه في ذلك الحين وبين ما تذكرته، كما لو كانت صور طفولتي تتوارد إلى ذهني عكسيا. في هذه القصص الجديدة كانت اللافتات المكتوب عليها «للبيع» تظهر فجأة كظهور نبات الهندباء تحت أشعة الشمس في يوم صيفي حار. والأحجار تتطاير خلال النوافذ، وتسمع الأصوات المتوترة للآباء القلقين وهم ينادون على أبنائهم للدخول للمنزل وترك ألعابهم الطفولية البريئة. وفي أقل من ستة أشهر بيعت مبان سكنية كاملة، وفي أقل من خمس سنوات انطبق الأمر نفسه على أحياء برمتها.
في هذه القصص - أينما يتقابل البيض والسود - كانت النتيجة غضبا وحزنا أكيدين.
لم تتخلص المنطقة قط من هذا الاضطراب العنصري، الذي كان من نتائجه انتقال المتاجر والبنوك بعملائها البيض إلى أماكن أخرى، مما أدى إلى سوء حالة الطرق العامة الرئيسية. وتدهورت الخدمات في المدينة. وعندما يتذكر السود الذين يعيشون الآن في منازلهم منذ 10 أو 15 سنة الطريقة التي تطورت بها الأمور تجدهم يتذكرونها بشيء من الرضا. وبالاعتماد على الدخلين اللذين كانوا يتقاضونهما كانوا يسددون ثمن منازلهم وسياراتهم، وربما مصروفات التعليم الجامعي للأبناء الذين ملأت صور تخرجهم كل أرفف المواقد. حافظ هؤلاء الناس على منازلهم، كما أبقوا على أولادهم بعيدا عن الشوارع، بالإضافة إلى أنهم كونوا جمعيات سكانية تعاونية للحفاظ على أمن ونظافة الحي نظرا لأنهم كانوا متأكدين من أن البيض فعلوا الشيء نفسه.
عندما كان هؤلاء الناس يتحدثون عن المستقبل كانت نبرة القلق تقتحم أصواتهم. وكانوا يذكرون ابن عم لهم أو أحد أقربائهم الذي اعتاد زيارتهم طلبا للمال، أو صبيا بالغا لا يعمل لا يزال يعيش في المنزل عالة عليهم. حتى نجاح هؤلاء الأبناء في الجامعة وفي الحياة العملية اشتمل في طياته على شعور بالهزيمة، وكلما تمكن هؤلاء الأبناء من فعل شيء أفضل زادت فرصة رحيلهم عن المنطقة. وإلى مكانهم نفسه انتقلت عائلات أصغر سنا وأقل استقرارا، وكانت تلك هي المرحلة الثانية للمهاجرين من الأحياء الأفقر، ليحل محلهم قاطنون جدد لا يستطيعون دائما تحمل الالتزام بسداد قروض المنازل أو دفع مصاريف الصيانة الدورية لها. في هذه الفترة اختفت سرقة السيارات وكانت المتنزهات ذات الأشجار الوارفة فارغة، وبدأ الناس في قضاء وقت أطول داخل المنازل، واشتروا الأبواب المصنوعة من الحديد المطاوع المشغول، وكانوا يتساءلون هل بإمكانهم تحمل بيعها بالخسارة للانتقال إلى منطقة أكثر دفئا أو ربما يعودون من جديد إلى الجنوب.
Bog aan la aqoon