Riyooyinkii Aabbahay: Sheeko Hiddo iyo Dhaxal

Barack Obama d. 1450 AH
51

Riyooyinkii Aabbahay: Sheeko Hiddo iyo Dhaxal

أحلام من أبي: قصة عرق وإرث

Noocyada

وقال: «ما خطبها؟»

فقلت: «لا شيء.» وأخذت الجعة من يد ريجي ووضعتها على رف الكتب. وتابعت: «إنها فقط تؤمن بأشياء غير موجودة في الحقيقة.» •••

نهضت من على الأريكة، وفتحت بابي الأمامي، ولاحقني دخان السجائر المحتجز في الغرفة إلى الخارج وكأنه شبح. وفي السماء كان القمر قد اختفى عن الأنظار، ولم يكن واضحا منه سوى توهجه على طول حافة السحب العالية. وبدأت السماء تنير، ورائحة الندى تملأ الهواء.

انظر إلى نفسك قبل أن تصدر الأحكام. لا تجعل أحدا آخر ينظف ما تخلفه من فوضى. الأمر لا يتعلق بك. كانت هذه أفكارا بسيطة؛ عظات سمعتها ألف مرة من قبل في جميع صورها المختلفة في برامج كوميديا الموقف في التليفزيون وكتب الفلسفة، ومن جدي ووالدتي. وأدركت في ذلك الوقت أنني في وقت ما توقفت عن الإصغاء إليهم، وأدركت كم كنت مستغرقا حتى أذني في جراحي التي أشعر بها، وكم كنت متلهفا للهروب من الشراك الوهمية التي أعدتها لي السلطة البيضاء. وكنت مستعدا لأن أتخلى عن قيم طفولتي إلى ذلك العالم الأبيض، كما لو أن تلك القيم قد تلوثت بصورة نهائية بالأكاذيب اللانهائية التي كان البيض يقولونها عن السود.

إلا أنني أصبحت أسمع الأمر نفسه من أناس سود أكن لهم الاحترام، أناس لديهم من أسباب الشعور بالمرارة أكثر مما يمكن أن أدعيه لنفسي. وسألوني: من قال لك إن الأمانة صفة تقتصر على البيض؟ من خدعك وأخبرك أن موقفك يعفيك من أن تكون مفكرا أو مجتهدا أو طيبا؟ أو أن الأخلاق لها لون؟ لقد ضللت طريقك يا أخي. وأصبحت أفكارك عن نفسك - عمن أنت ومن قد تصبح - غير مكتملة ومحدودة وصغيرة.

جلست على عتبة الباب وحككت ظهر عنقي. وبدأت أسأل نفسي: كيف حدث هذا؟ لكن حتى قبل أن يتكون السؤال في ذهني، كنت أعرف الإجابة بالفعل. إنه الخوف. الخوف نفسه الذي جعلني أدفع كوريتا بعيدا عني في المدرسة الابتدائية. الخوف نفسه الذي جعلني أهزأ بتيم أمام ماركوس وريجي. الخوف الدائم المسبب للعجز من أنني لا أنتمي إليهم بشكل ما، وأنني لو لم أراوغ وأختبئ وأتظاهر بأني شخص لست عليه، سأظل دائما غريبا عن باقي العالم، سواء للسود أو البيض، دائما أخضع لأحكام الآخرين.

ولهذا فقد كانت ريجينا على حق، إن الأمر يتعلق بي فقط. بخوفي. باحتياجاتي. والآن ماذا؟ تخيلت جدة ريجينا في مكان ما، وظهرها محني، وذراعها تهتز وهي تنظف الأرض التي لا تنتهي. وببطء، رفعت السيدة العجوز رأسها لتنظر إلي مباشرة، وفي وجهها الواهن رأيت أن ما يربطنا معا كان شيئا أكبر من الغضب أو اليأس أو الشفقة.

ماذا كانت تطلب مني في ذلك الوقت؟ العزم على الأرجح. العزم على أن أقاوم أية قوة جعلتها تقف محنية الظهر وليست منتصبة القامة. العزم على مقاومة الأشياء السهلة أو المناسبة. وقرأت في عينيها: قد تكون محتجزا في عالم ليس من صنعك، لكن لا يزال لديك حق في تقرير كيفية تشكيله. لا تزال لديك مسئوليات.

تلاشى وجه السيدة العجوز من ذهني، وحلت محله سلسلة من الوجوه الأخرى. وجه الخادمة المكسيكية البني المائل إلى الحمرة وهي تجاهد لتحمل القمامة. ووجه والدة لولو الغارق في الحزن وهي ترى الهولنديين يحرقون منزلها. ووجه جدتي الأبيض بشفتيها المغلقتين في حزم وهي تستقل حافلة السادسة والنصف صباحا إلى عملها. ضيق الأفق والذعر فقط هو ما دفعني لأن أفكر أنه علي الاختيار بينهن. وجميعهن، جداتي كلهن، طلبن الشيء نفسه مني.

فقد تبدأ هويتي بحقيقة عرقي، لكنها لا تنتهي، ولا يمكنها أن تنتهي، عند ذلك الحد.

Bog aan la aqoon