Riyooyinkii Aabbahay: Sheeko Hiddo iyo Dhaxal

Barack Obama d. 1450 AH
46

Riyooyinkii Aabbahay: Sheeko Hiddo iyo Dhaxal

أحلام من أبي: قصة عرق وإرث

Noocyada

هكذا كانت تحب جويس أن تتحدث. كانت فتاة جميلة لها عينان خضراوان وبشرتها بلون العسل وشفتان بارزتان. كنا نعيش في المبنى السكني نفسه في عامي الأول في الجامعة، وكان جميع الإخوة يطاردونها. وفي أحد الأيام سألتها هل ستذهب إلى اجتماع جمعية الطلاب السود. فنظرت إلي بغرابة وبدأت تهز رأسها مثل طفل لا يريد أن يأكل ما أمامه من طعام على ملعقته.

ثم قالت: «أنا لست سوداء.» وتابعت: «أنا متعددة الأعراق.» ثم بدأت تخبرني عن والدها الذي «تصادف» أنه إيطالي وكان أرق رجل في العالم، ووالدتها التي «تصادف» أن بها عرقا أفريقيا وآخر فرنسيا وآخر من السكان الأصليين لأمريكا وشيئا آخر. وسألتني: «لماذا يجب علي أن أختار بينهم؟» وتهدج صوتها وظننت أنها على وشك البكاء. قالت: «ليس البيض هم من يفرضون علي أن أختار. ربما كان الأمر كذلك فيما مضى، ولكنهم الآن مستعدون للتعامل معي على أني إنسانة. كلا، «السود» هم من يريدون أن يجعلوا كل شيء عنصريا. إنهم هم من يفرضون علي أن أختار. إنهم هم من يخبرونني أنه لا يمكنني أن أكون الشخص الذي أنا عليه ...»

هم، هم، هم. كانت هذه هي المشكلة مع الأشخاص مثل جويس، فإنهم يتحدثون عن ثراء تراثهم متعدد الثقافات ويبدو الأمر رائعا حقا، حتى تلاحظ أنهم يتجنبون السود. وليس الأمر بالضرورة مسألة اختيار واع، إنه أمر متعلق بالجاذبية فحسب، الطريقة التي يسير بها التكامل دائما، طريق أحادي الاتجاه. امتصاص الثقافة السائدة للأقلية، وليس العكس. ثقافة البيض فقط يمكن أن تكون محايدة وموضوعية، ثقافة البيض فقط يمكن أن تكون غير عنصرية، ومستعدة لاستيعاب العناصر الغريبة التي تظهر من حين لآخر إلى صفوفها. ثقافة البيض فقط بها بشر. ونحن، المولودين لأبوين من عرقين مختلفين والحاصلين على شهادات جامعية، ندرس الموقف ونفكر في أنفسنا: لماذا ننضم إلى الخاسرين إذا لم نكن مضطرين لهذا؟ ونصبح ممتنين للغاية ونحن نفقد أنفسنا في الزحام، في سوق أمريكا السعيد عديم الهوية، ولا نستشيط غضبا أبدا مثلما يحدث لنا عندما تتجاهلنا سيارة الأجرة وتمر من أمامنا، أو عندما تحكم السيدة في المصعد قبضتها على حقيبتها، وليس هذا لأننا منزعجون من حقيقة أنه على الملونين الأقل حظا أن يتحملوا مثل هذه الإهانات كل يوم من أيام حياتهم، مع أن هذا هو ما نقوله لأنفسنا، ولكن لأننا نرتدي حلة تحمل العلامة التجارية بروكس براذرز، ونتحدث بلغة إنجليزية صحيحة، ومع ذلك فالبعض يخطئ ويعاملوننا على أننا زنوج عاديون.

ألا تعلم من أنا؟ أنا «إنسان». •••

اعتدلت جالسا، وأشعلت سيجارة أخرى، وأفرغت الزجاجة في كوبي. كنت أعلم أنني أقسو على المسكينة جويس. الحقيقة هي أنني كنت أفهمها، هي والسود الآخرين الذين كانوا يشعرون بما تشعر به. فكنت أرى في أسلوبهم وحديثهم وقلوبهم الحائرة أجزاء من نفسي. وهذا بالتحديد ما كان يخيفني. فحيرتهم جعلتني أشك في معتقداتي العنصرية من جديد، ولا تزال ورقة راي الرابحة عالقة في ذهني. وكنت أحتاج إلى إبعاد المسافة بينهم وبين نفسي، كي أقنع نفسي أنني لم أقبل التصالح، وأنني لا أزال مستيقظا بالفعل.

ولكي أتجنب أن يظن البعض أني خائن لقضية السود، كنت أختار أصدقائي بعناية شديدة. فأصادق أكثر الطلاب السود نشاطا في السياسة. الطلاب الأجانب. والأمريكيون من أصول مكسيكية. والأساتذة الماركسيين، ونشطاء الحركة النسائية وشعراء حفلات البانك روك الموسيقية. وكنا ندخن السجائر ونرتدي سترات جلدية. وفي المساء، في غرف نومنا كنا نناقش الاستعمارية الجديدة، وفرانز فانون، والمركزية الأوروبية، والنظام الأبوي. وكنا نقاوم قيود المجتمع البرجوازي الخانقة عندما نسحق السجائر على سجادة الرواق أو نرفع صوت أجهزة التسجيل حتى تبدأ الجدران تهتز. لم نكن مهملين أو نشعر باللامبالاة أو عدم الأمان. لكننا كنا نشعر بالغربة.

ولكن هذا الأسلوب وحده لم يقدم لي المسافة التي كنت أحتاج إليها لتفصلني عن جويس أو ماضي. فقد كان هناك الآلاف ممن يطلق عليهم المتطرفون في الحرم الجامعي، معظمهم بيض، ولا يمكن فصلهم من الجامعة ويتسامح الجميع معهم بكل سعادة. كلا، لقد ظل من الضروري أن تثبت إلى أي جانب أنت، وأن تظهر انتماءك لجموع السود، وأن تبدأ العمل، وتشير بأصابع الاتهام إلى أشخاص محددين.

تذكرت ذلك الوقت حين كنت لا أزال أعيش في المدينة الجامعية، عندما كنا نحن الثلاثة، أنا وماركوس وريجي، في غرفة ريجي وقطرات الأمطار تضرب زجاج النافذة. كنا نحتسي بعض أكواب الجعة، وكان ماركوس يخبرنا بتجربته عندما أوقفته شرطة لوس أنجلوس. وقال: «لم يكن هناك أي سبب لإيقافي.» وتابع : «لا سبب سوى أنني كنت أسير في حي يقطنه البيض. وجعلوني أقف أمام السيارة وأرفع يدي وأباعد ما بين قدمي. وسحب أحدهم سلاحه. ولكني لم أجعله يخيفني. فهذا هو ما يوقف أولئك النازيين العنيفين، رؤية الخوف في عيني رجل أسود ...»

راقبت ماركوس وهو يتحدث، كان شابا نحيلا أسود البشرة منتصب القامة، يقف مباعدا بين قدميه ويرتدي قميصا أبيض اللون فوقه بنطلون جينز بحمالات. وكان ماركوس أشد الإخوة وعيا. وكان بإمكانه أن يقص لك قصة جده الذي كان يؤمن بمبادئ ماركوس جارفي، ووالدته في سانت لويس التي ربت أطفالها وحدها وهي تعمل ممرضة، وعن شقيقته الكبرى التي كانت أحد الأعضاء المؤسسين للفرع المحلي من حزب الفهود السود، وعن أصدقائه في الملهى الفقير. لقد كانت سلالته نقية، وولاؤه واضحا، ولهذا السبب كان يجعلني دائما أشعر بأنني غير متوازن، مثل الشقيق الأصغر الذي سيظل دائما مهما فعل يتخلف بخطوة. هذا هو بالضبط ما كنت أشعر به في تلك اللحظة وأنا أستمع إلى ماركوس يعلن عن تجربته الصادقة كرجل أسود، عندما دخل تيم إلى الغرفة.

قال وهو يلوح بمرح: «مرحبا يا رفاق.» ثم استدار إلي. وسألني: «باري، هل لديك ذلك الواجب الذي فرضه إيكون؟»

Bog aan la aqoon